المصدر الميمي
  (ويجيء المصدر من الثلاثي المجرد أيضاً) أي: كما جاء على ما سبق (على مَفْعَل) - بفتح الميم والعين - (قياساً مطرداً) فيه نظر؛ فإن المثال الواوي منه غير المنقوص على مَفْعِل - بكسر العين - نحو: موعِد، (كمَقْتَل ومَضْرَب).
  وأما نحو: الْمَرْجِع والمصير فشاذ.
  ولا يجيء على مَفْعُل - بضم العين -، (وأما مكرُم) في نحو: قوله:
  *** ليوم روعٍ أو فَعَال مَكْرُم(١)
  (ومَعُوْن) في نحو: قوله:
  بُثَيْنُ الزمي لا إنّ لا إنْ لزمته ... على كثرة الواشين أي: مَعُون(٢)
  (ولا غيرهما) على وزنهما موجود (فنادران، حتى جعلهما الفراء) فراراً من ثبوت «مَفْعُل» في الكلام (جمعاً لمكْرُمة ومَعُوْنَة) على ما هو مذهبه في نحو: تمر وتمرة(٣).
  فإن قيل: قد ثبت مفعُل ولو كان جمعاً؛ فلم يحصل بالحمل على الجمعية الخلو من مفعُل.
  أجيب: بأن النادر إنما هو مفعُل المصدر لا غيره. وفيه نظر؛ فإن ظاهرَ كلام سيبويه - على ما ذكره نجم(٤) الأئمة - وصريحَ كلامه - أعني الرضي - في اسما الزمان والمكان أن مفعُلاً على الإطلاق نادر.
(١) البيت لأبي الأخزر الحماني. والروع: الفزع والخوف، والفعال - بفتح الفاء - الوصف حسناً أو قبيحاً، والمكرُم: الكرم وهو محل الشاهد في البيت. من حواشي شرح الرضي.
(٢) أصل معُون: معْوُن - بسكون العين وضم الواو -، فنقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها وهو شاذ، والقياس: معان، وأصله: معْوَن - بسكون العين وفتح الواو -، فنقلت حركة الواو وقلبت ألفاً. والبيت لجميل بن عبدالله بن معمر العذري، وبثين: مرخم بثينة: اسم حبيبته. والشاهد فيه: قوله: معون - بضم العين - وأصله ما تقدم.
(٣) مذهب الفراء: أن كل ما له واحد من تركيبه سواء كان اسم جمع كباقر وركب أو اسم جنس كتمر وروم فهو جمع وإلا فلا.
(٤) قال الرضي: قال سيبويه: لم يجيء في كلام العرب مفعل. يعني لا مفرداً ولا جمعاً.