المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تنبيه:

صفحة 155 - الجزء 1

  شخص هو عبد لمن اسمه مناف، ولا: «امرئ القيس» إلا في شخص بينه وبين شيء معروف اسمه القيس ملابسةٌ.

  وأيضاً بمَ علمت أن منافاً والقيس غير معروفين، مع أن منافاً اسم للصنم، والقيس للشدَّة؟ فيكون الأول بمعنى: عبدٌ لهذا الصنم، والثاني بمعنى: امرئ الشدة، أي: رجل الشدة؛ لصبره عند حدوثها.

  وقال نجم الأئمة في التفصيل في المركب من المضاف والمضاف إليه: إن القياس هو النسبة إلى الجزء الأول، فإن كثر الالتباس بالنسبة إلى المضاف - بأن تجيء أسماء مطردة والمضاف في جميعها لفظ واحد والمضاف إليه مختلف، كقولهم في الكنى: أبو زيد، وأبو علي، وأبو الحسن، وأم بكر، وأم علي، وأم الحسن، وكذا: ابن الزبير، وابن عباس - فالواجب النسبة إلى المضاف إليه، نحو: زبيري في ابن الزبير، وبكري في أبي بكر؛ إذ الكنى مطرد تصديرها بأب وأم، وكذا تصدير الأعلام بابن كالمطرد، ولو قلت في الجميع: أبويٌّ وأميٌّ وابنيٌّ أو بنوي لاطرد اللبس.

  وإن لم يطرد ذلك⁣(⁣١) بل كثر، نحو: عبد الدار، وعبد مناف، وعبد القيس، فالقياس النسبة إلى المضاف، نحو: عبدي في عبد القيس، وقد ينسب للالتباس إلى المضاف إليه، نحو: منافي، في عبد مناف.

  قال: وهذا الذي ذكرنا تقرير كلام سيبويه، وهو الحق.

تنبيه:

  ما ذكرنا في النسبة إلى المركّب هو الغالب، وقد ينسب إلى الثاني في المركب المزجي نحو: «بكي» في: بعلبك.


(١) أي: مجيء الأسماء والمضاف في جميعها لفظ واحد والمضاف إليه مختلف. تمت.