[النسب بغير الياء]
[النسب بغير الياء]
  ولما كان النحاة قد ذكروا أن بعض ما صورته صورة اسم الفاعل الذي للمبالغة وغيره - وهو(١) الذي بمعنى «ذي الشيء»، أي: صاحب الشيء - مما ليس فيه معنى الحدوث وضعاً(٢) كما هو شأن اسم الفاعل - بمعنى(٣) المنسوب إلى ذلك الشيء(٤) الذي هو صاحبه، أشار إليه المصنف فقال: (وكثر مجيء فَعَّال في الْحِرَف) جمع حِرفة: وهي الصناعات ونحوها، (كبَتَّات) لبائع البت، وهي الأكسية، (وعوَّاج) لصاحب العاج، وهو عظم الفيل، (وثوَّاب) لصاحب الثياب، (وجَمَّال) لصاحب الجمال.
  (وجاء فاعِلٌ أيضاً) وإن لم يكثر كثرة فعّال (بمعنى ذي كذا) قيدٌ لهما معاً من جهة المعنى(٥)، أي: أنه جاء فعَّال كثيراً وفاعل قليلاً بالنسبة إليه بمعنى ذي كذا، أي: ذي شيء، فـ «كذا» هنا كناية عن الشيء، (كتامر) أي: ذي تمر، (ولابنٍ) بمعنى: ذي لبنٍ، (ودارِعٍ) بمعنى: ذي درع، (ونابل) بمعنى: ذي نبل، فهما(٦) مشتركان في أن كل واحد منهما يكون بمعنى: ذي كذا، إلا أن فعَّالاً لما كان في الأصل لمبالغة فاعل لم يجيء فعّال الذي هو بمعنى ذي كذا إلا بمعنى صاحب شيء يزاول ذلك الشيء ويعالجه ويلازمه بوجه من الوجوه: إما من جهة البيع كالبقال، أو من جهة القيام بحاله كالجمال والبغّال، أو باستعماله كالسّيَّاف، أو غير ذلك.
(١) أي: ما صورته صورة اسم الفاعل. تمت.
(٢) قيد بقوله: وضعاً؛ ليخرج عنه ما فيه معنى الحدوث وضعاً ثم سلب عنه كما سيأتي إشارة إليه في شرح طاعم وكاس. تمت. منه ¦.
(٣) قوله: «بمعنى» هو خبر أَنَّ في قوله: أَنَّ بعض ما صورته ... إلخ. وقوله: أشار ... إلخ جواب لما.
(٤) لأن ذا الشيء منسوب إلى ذلك الشيء، وأيضاً جاء فَعَّالٌ والمنسوبُ بالياء بمعنى واحد كبتي وبتات لبائع البت، وهو الكساء. تمت. رضي.
(٥) أي: وأما من جهة اللفظ فمفعول للآخر عند البصريين وللأول عند الكوفيين ولهما عند الفراء كما هو في باب التنازع.
(٦) أي: فاعل وفعال. تمت.