[المقدمة]
[المقدمة]
  
  رب يسر وأعن يا كريم.
  اعلم(١) أنها قد جرت عادة كثير من العلماء إذا ألف كتاباً في فن من فنون العلم أن يقدموا على الشروع فيه مقدمة، تعين الطالب، ويكون بها على بصيرة في الشروع، كما قرر(٢) في مظانه، والأكثر يذكر فيها تعريف العلم وموضوعه وغايته.
  وبعضهم يزيد(٣) على ذلك، وبعضهم يقتصر على البعض، كما اقتصر المصنف على تعريف العلم هنا فقال(٤):
  (التصريف) وهو(٥) لغةً: التغيير. سمي به هذا العلم لكثرة بحثه عن التغييرات التي تطرأ على الكلمة، كما ستعرفه إن شاء الله تعالى.
  واصطلاحاً قوله: (علمٌ(٦) بأصولٍ يعرف بها أحوال أبنية الكلم التي ليست بإعراب):
  الأصول: جمع أصل، والمراد به هنا ما يرادف القانون والقاعدة والضابط، وهو حكم على كلي(٧) بحكم يعرف منه أحكام جزئياته، كقولنا: كل واوٍ
(١) أي: اعلم أيها الشارع في تحصيل هذا الكتاب، فهو تحضيض على الإصغاء على ما بالحد من مباحثه الدقيقة، وإشارة إلى كونها من الكليات فافهم. تمت. شرح قواعد لعبدالروؤف.
(٢) أي: كون المقدمة بمعنى ما يعين الطالب. تمت. منه.
(٣) كاستمداده وحكمه وغير ذلك مما يسميه القدماء الرؤوس الثمانية. تمت. تهذيب منطق.
(٤) من عاداتهم استعمال العلم في الكليات يقال: علم بأصول. والمعرفة في الجزئيات فلذلك قال: يعرف بها الأحوال؛ لأن المراد بالأحوال هنا الموارد الجزئية التي تستعمل تلك الأحوال فيها.
(*) فائدة: العلم يطلق على ثلاثة معان؛ أحدها: العلم بالأصول، وثانيها: نفس الأصول، وثالثها: على إدراك أحكام الجزئيات. تمت. شيخ ¦، انتهى من خطه. شامي.
(٥) ومنه: «تصريف الرياح» أي: تغيرها وتقلبها في ذواتها وأحوالها كحارة وباردة ونحوها.
(٦) وأتى بالباء في قوله: بأصول لأنه يقال: علمه وعلم به، قال الله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤}، أو ضمّنه معنى الإحاطة فأتى بصلتها فكان انتقال الصلة للتضمين. تمت.
(*) والحق أن هذه الأصول هي التصريف لا العلم بها. تمت.
(٧) أي: الأصل: حكم على كلي بحكم يعرف من الحكم أحكام جزئيات الكلي. تمت.