أحكام التقاء الساكنين
أحكام التقاء الساكنين
  ثم شرع في بيان أحكام التقاء الساكنين فقال: (التقاء الساكنين) وهو متعذر إن لم يكن أولهما حرف علة، قيل: مطلقاً(١)، وقيل: في غير الوقف. وهو الظاهر. ومستثقل إن كان أولهما حرف علة(٢)، أو كان الثاني منهما موقوفاً عليه، لكنه (يغتفر) التقاؤهما (في) أربعة أحوال: الأول: في (الوقف) أي: إذا كان ثانيهما موقوفاً عليه جاز ملاقاته لساكن قبله (مطلقاً) سواء كان الأول ليناً أو غيره؛ وذلك لأن الوقف لقصد الاستراحة، ومشارفة الراحة تهون أمر الثقل الذي يحصل من التقائهما.
  والثاني: إذا كانا في كلمة وكان ثانيهما مدغماً وأولهما ليناً، وإياه عنى(٣) بقوله: (وفي المدغم قبله لين في كلمته)، وعنى باللين حرف العلة الساكن، فيشمل ما لم تكن حركة ما قبله من جنسه (نحو: خويصة)، فإن ما قبل الياء فتحة، (و) ما كانت من جنسه، وهو الذي يسمى مداً. وما ذكرنا في تفسير اللين والمد هو الغالب، وقد يسمى حرف العلة ليناً ومداً مطلقاً(٤)، والمد نحو: (الضالين) فإن ما قبل الألف فتحة، (وتُمُودّ الثوب) من «تماددنا الثوب»، فإن ما قبل الواو ضمة، ونحو: «قيل لهم» إذا أدغم، فإن ما قبل الياء كسرة. وإنما اغتفر في المذكور لما في حرف اللين من المد الذي يتوصل به إلى النطق بالساكن بعده، مع أن المدغم والمدغم فيه بمنزلة حرف واحد؛ لأن اللسان يرتفع بهما دفعة واحدة،
(١) في الوقف وغيره. تمت ... والقائل الرضي؛ لأنه قال: لا يمكن التقاء الساكنين إلا مع إتيان بكسرة خفيفة على الأول منهما.
(٢) الأول حرف علة نحو: محيايْ، أو كان الثاني موقوفاً عليه نحو: بكر. تمت.
(٣) إنما قال: «وإياه عنى» تنبيهاً على أن عبارة المصنف قاصرة عن إفادة هذا المعنى، كما سينبه عليه الشارح عن قريب. تمت. جلال.
(٤) سواء كان قبله حركة من جنسه أم لا. تمت.