المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معرفة الزائد بالاشتقاق]

صفحة 271 - الجزء 1

ما يعرف به الزائد

  ولما كانت الزيادة بخلاف الأصل لم يكن لها بد من علامة فبينها بقوله: (ويعرف الزائد) بأحد أمور ثلاثة: (بالاشتقاق) وهو كون إحدى الكلمتين مأخوذة من الأخرى، كما يعرف زيادة ألف ضارب بأخذه من الضرب، (وعدم النظير) كمعرفة زيادة التاء في تُرْتَب - بضم التاء الأولى وفتح الثانية - لعدم وجود فُعْلَل عند سيبويه. (وغلبة الزيادة) كمعرفة زيادة همزة نحو: أصبع لغلبة زيادة الهمزة في مثله، وسيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله تعالى.

  (و) إذا تعارض مقتضى هذه الثلاثة بأن يقتضي أحدها زيادة حرف والآخر آصالته - وسيتضح لك ذلك - فالعمل على (الترجيح عند التعارض) كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى.

[معرفة الزائد بالاشتقاق]

  (والاشتقاق المحقق(⁣١)) أي: الظاهر القريب (مقدم) على ما يعارضه من اشتقاق غير واضح، أو عدم نظير، أو غلبة زيادة، أو كون الأصل أصالة الحرف، ووجهه⁣(⁣٢) ظاهر. (فلذلك) أي: فلأجل أنه يعرف الزائد بالاشتقاق وأنه مقدم (حكم بثلاثية عنسل) للناقة السريعة، من العسلان، وهو السرعة، فالنون زائدة، (وشأمل وشمأل) بمعنى: الشمال، يقال: شملت الريح - إذا هبت شمالاً،


(١) هو ما تكون الدلالة فيه على المعنى المشترك واضحة كضارب وضرب، وما لم تظهر فيه فهو شبهه كاشتقاق هجرع من الجرع، والاشتقاق المحقق ضروب منها ما تعين اشتقاقه من شيء، ومنها ما دار بين شيئين فصاعداً من غير ترجيح لأحد الأمرين أو الأمور، و الثلاثة مقدم على عدم النظير والغلبة. تمت. عصام.

(*) وخرج بالمحقق شبهة الاشتقاق بأن تكون الدلالة على المعنى المشترك غير ظاهرة كهجرع للطويل عند القائل بأنه من الجرع، وهو ما استوى من الرمل، وسيأتي بيان حكمه. تمت. زكريا

(٢) إذ الحكم به قطعي. تمت. جاربردي.