المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تنبيه

صفحة 84 - الجزء 2

تنبيه

  قد عرفت حكم الواو المتحركة المكسور ما قبلها إذا كانت عيناً، وأما الساكنة المكسور ما قبلها فإن لم تكن مدغمة قلبت ياءً كديمة وعيد، وإن كانت مدغمة كقوَّام مصدر قوَّم مثلاً لم تقلب، وديوان⁣(⁣١) شاذ.

[قلب الواو ياء، سواء كانت عينا أم لاما أم فاء أم زائدة]

  ثم ذكر نوعاً آخر من إعلال العين، واستطرد غيرها فيه لعمومه له، لكنه⁣(⁣٢) خاص بالواو فقال: (وتقلب الواو) حال كونها (عيناً أو لاماً أو غيرهما) بأن تكون فاءً أو زائدة (ياءً إذا اجتمعت مع ياء) أيِّ ياء، سواء كانت عيناً أو لاماً أو فاءً أو زائدة (وسكن السابق) منهما، بشرط أن تكون كل منهما لازمة، وأن تكونا في كلمة أو ما في حكمها⁣(⁣٣).

  وإنما قلبت لاستثقال اجتماعهما، فقصد التخفيف بقلب أثقلهما إلى أخفهما، أعني الواو إلى الياء، هذا⁣(⁣٤) ما يقتضيه كلام المصنف في الإدغام، أعني قوله: «ونحو: سيد وليّة⁣(⁣٥) إنما أدغما لأن الإعلال صيرهما مثلين».

  قال الرضي: بل قصد من أول الأمر التخفيف بإدغام إحداهما في الأخرى، ولا يتم ذلك إلا بقلب إحداهما إلى الأخرى، فقلبت الواو إلى الياء سواء تقدمت⁣(⁣٦) أو تأخرت، وإن كان القياس في إدغام المتقاربين قلب الأول إلى الثاني، وإنما فعل ذلك⁣(⁣٧) ليحصل التخفيف المقصود؛ لأن الواو والياء ليستا


(١) وأصله «دوان» فقلبت الواو ياء شذوذًا.

(٢) أي: هذا النوع.

(٣) كمسلميَّ.

(٤) أي: التعليل باستثقال اجتماعهما.

(٥) في لوية، من لوى الرجل رأسه، إذا أماله وأعرض.

(٦) أي: الواو.

(٧) أي: قلب الواو إلى الياء.