المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال الواو والياء لامين بالإسكان]

صفحة 116 - الجزء 2

[إعلال الواو والياء لامين بالإسكان]

  ثم ذكر نوعاً آخر من إعلال الواو والياء لامين فقال: (وتسكنان في) الفعل المضارع، أعني (باب يغزو) الواوي (و) باب (يرمي) اليائي، إذا كانا (مرفوعين) لثقل الضمة عليهما، لا منصوبين نحو: لن يغزوَ ولن يرميَ؛ لخفة الفتحة.

  (و) تسكن (الياء) أيضاً سواء كانت منقلبة عن الواو (في) نحو: (الغازي) أصله الغازِو، فقلبت الواو ياءً لوقوعها مكسوراً ما قبلها، أو أصلية (و) ذلك نحو: (الرامي رفعاً وجراً) أي: حال كون كل منهما مرفوعاً ومجروراً؛ لثقل الضمة والكسرة على الياء في الآخر، لا نصباً نحو: رأيت الرامي؛ لخفة الفتحة.

  (والتحريكُ في) حال (الرفع) للواو في نحو: يغزو، أو للياء في نحو: يرمي والرامي (و) في حال (الجر في الياء) إذ لا جر على الواو⁣(⁣١) (شاذٌ) أما الرفع في الواو فكقول الشاعر:

  إذا قلت علَّ القلب يسلوُ قُيِّضت ... هواجس لا تنفك تُغْرِيه بالوجد⁣(⁣٢)

  وأما في اليائي فلم أظفر له بشاهد في الفعل⁣(⁣٣)، وأما في الاسم فكقول الشاعر:

  قد كاد يذهب بالدنيا ولذتها ... مواليٌ ككِباش العُوس شُحّاحِ⁣(⁣٤)

  وأما في الجر فكقوله:


(١) إذ الواو تقلب ياء حال كون قبلها كسرة. لأنه ليس في الأسماء المتمكنة ما آخره واو قبلها حركة. جاربردي.

(٢) البيت لأبي الهندي عبد المؤمن بن عبد القدوس. الشاهد فيه «يسلو»، حيث أظهر الضمة على الواو شذوذًا.

(٣) شاهده في الفعل قوله:

فعوضني منها غنائي ولم تكن ... تساويُ عندي غير خمس دراهم

(٤) البيت لجرير بن عطية، وقوله: «كاد» يروى مكانه «كان»، وقوله: «ولذتها» يروى «وبهجتها». والموالي: جمع مولى، وله معان كثيرة، منها السيد، وهو المراد هنا. والكباش: جمع كبش. والعوس: اسم مكان أو قبيلة. وشحاح: جمع شاح، وهو السمين. والشاهد فيه قوله: «مواليٌ»، حيث حرك الياء بالضم شذوذًا.