المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال الصاد]

صفحة 145 - الجزء 2

  يعني: أمست وأمسى، أصله: أمسيَتْ وأمسيا (أشذ(⁣١)) من الأشذ؛ لفوات البيان الذي يطلب في الوقف.

[إبدال الصاد]

  (والصاد) تبدل (من) حرف واحد، وهو (السين التي بعدها عين أو خاء أو قاف أو طاء جوازاً) لا وجوباً وإن كان مطرداً؛ وذلك لأن السين حرف مستفل، وهذه الحروف مستعلية، فكرهوا الخروج من المستفل إلى المستعلي، فأبدلوا السين صاداً؛ لأن الصاد توافق السين في الهمس والصفير، وتوافق هذه الحروف في الاستعلاء؛ فيتجانس الصوت.

  وقوله: «بعدها» أعم من أن يكون بلا فاصل أو بفاصل حرف أو أكثر (نحو: أصبغ) في أسبغ، فيه الفاصل حرف (وصلخ) في سلخ مثله (ومس صقر) في سقر، لا فاصل فيه (وصراط) في سراط، الفاصل فيه حرفان.

  وقد يفصل ثلاثة نحو: «مصاليق» في مساليق⁣(⁣٢). وقوله: «بعدها» احتراز عما لو كان أحد تلك الحروف قبل السين فلا إبدال، فلا يقال: «قصت» في قست؛ لأنها إذا كانت متأخرة كان المتكلم منحدراً بالصوت من عالٍ، ولا يثقل ذلك ثقل الصعود من سافل. وما ذكرناه لعلة الإبدال قبل هذه الحروف وجه مناسبة، فلا يلزم اطراده في غير السين من المستفلة، ولا في السين الواقعة قبل غير هذه الحروف من المستعلية، كالضاد المعجمة والظاء، وأكثر العلل التي تذكر في هذا الفن من هذا القبيل.


(١) وإنما كان أشذ لجعلهم الياء المقدرة كالملفوظة. جاربردي.

(٢) مساليق: جمع مسلاق، وهو الخطيب البليغ.