دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

مخلوقات عالم النحل

صفحة 101 - الجزء 1

  ولنتأمل كثيراً قوله تبارك وتعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ٢١}⁣[الذاريات]. لقد كشف العلم الحديث عبر أجهزة التصوير والمراقبة عن بدائع الصنع بداخل الإنسان، وكذلك عن الأجهزة والحواس بخارجه، وكانت عناية الله ترعى الإنسان في كل مراحله التي يمر بها.

  فمن منا قد تأمل كيف أوجده الله؟! وكيف ركب أجزاءه وأعضاءه؟! أصله كان نطفة صغيرة، حيوان منوي واحد، خلق الله منه جميع أجزاء الجسم الكثيرة والمختلفة.

  من منا قد تأمل كيف ركب الله هذه الأعضاء؟! كل شيء في موضعه وفي مكانه المناسب! الرأس بما فيه من الحواس الهامة، كيف وضعه وجعله كالقائد والرئيس على الجسد بأجمعه، العظام كيف ركبها! اللحم كيف وزّعه رقّةً وغلظةً! الشعر كيف جعله وأين وضعه! الأيدي! الأرجل! الظهر! ... إلى آخره.

  سبحان الله ... سبحان الله ما أحكمه، تعالى وتقدّس ما أعظمه ..

مخلوقات عالم النحل

  هذا المخلوق الصغير في شكله، ذبابة طائرة، إنه آية عظيمة، آية في دلالته على الخالق سبحانه وتعالى، وهو كذلك وسيلة تعليمية ناجحة للإنسان في حياته، وفي تصانيف أعماله، في مشوار حياته كاملاً، فسبحان الله المبدع الخالق.

  ولنستمع وإياكم إلى القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى فيه: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ٦٨ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٦٩}⁣[النحل].

  العلماء المختصون والقائمون على مزارع النحل لهم مع هذا المخلوق قصص وقصص، لقد رصدوها بمراصد دقيقة وعدسات متطورة، حتى لقد آمن بالله من كان غير مؤمن، ووحّد الله وذكره وسبّحه كثيراً من كان مؤمناً.