دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

مخلوقات عالم النحل

صفحة 102 - الجزء 1

  للنحل مسكن يسمى (الخلية) في هذه الخلية قائد هو أبو النحل الذي يسمى (اليعسوب) للقائد هذا مهمات خاصة في القيادة والتوجيه وغيرها، وفي الخلية نحلات عاملات بعضها في صناعة العسل، وبعضها في الحراسة المشددة للخلية، وفي النظافة عاملات، وأي فرد من أفراد الخلية يخل بعمله فإنه يعتبر مقصراً يستحق إما الطرد أو الإعدام ..

  هذا هو النحل، والعدو اللدود للنحل هو (الفأر) الذي يأكل عسلها، ويقذر مسكنها ... انظروا كيف ألهمها الخالق سبحانه كيف تتعامل مع هذا العدو.

  إن الفأر إذا حاول الدخول إلى الخلية انطلقت النحل المتخصصة ولدغته ولسعته بكل ما لديها من قوة حتى ترديه قتيلاً، هذا أولاً، فإذا مات كيف تصنع به؟ لأنه إذا بقي في الخلية ميتاً أفسد العسل برائحته، ولأن صاحب النحل لا يأتي يتفقد الخلية يومياً.

  في هذه الحالة النحل يضع حول جثة هذا الفأر غطاءً واقياً لزجاً لا يسمح لرائحة الفأر المنتنة أن تنفذ إلى العسل، وكأنها عبارة عن تحنيط مؤقت، حتى يأتي صاحب العسل فيخرجه.

  سبحان الله المدبر الملهم ..

  أما ما تصنعه وهو العسل ففيه الشفاء من كل داء على الإطلاق، وله الاستخدامات المتعددة في الطب وفي غيره، والعلم الحديث ما زال يكشف عن الجديد من فوائده حتى في غرف العمليات الجراحية احتاج الجراحون العسل فيما استعصى عليهم، وحتى قال الأطباء: إن في لسعة النحلة علاجاً لبعض الأمراض كالروماتيزم.

  إنها آيات ... وآيات ... وآيات.