اختلاف الليل والنهار، وعالم الفلك
اختلاف الليل والنهار، وعالم الفلك
  آية عظيمة، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ١٦٤}[البقرة].
  ويقول تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ١٩١}[آل عمران].
  ويقول تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ٦٢}[الفرقان].
  سبحان الله يأتي الليل ويأتي النهار، هذان الجسمان الكبيران الهائلان تدريجياً، يأتي الليل تدريجياً حتى تظلم الأرض، ويأتي النهار تدريجياً حتى تشرق الأرض ويسطع النور ... إنها آية.
  يأتي الليل لتسكن النفوس من التعب بعد الجهد والنصب طول النهار، وتعطف الأمهات على أولادهن، وتتفقد أحوالهن، ثم يأتي النهار من جديد فتسعى الأحياء في طلب حاجاتها، وهي تذكر وتقدس خالقها سبحانه وتعالى.
  السؤال الذي يحتاج إلى نظر وتأمل: أين يختفي الليل؟ وأين يذهب في وقت النهار؟ وأين يختفي النهار في وقت الليل؟ يقول تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}[لقمان: ٢٩].
  ويقول أحد رواد الفضاء وهو ينظر من كوة مركبته الفضائية إلى الكون الفسيح: إن النهار والليل لا يأتيان كما هو الحال على الأرض، بل يأتي الليل فجأة في لمح البصر، والكون في ظلام دامس، ويأتي النهار كذلك.