دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث عشر رسالة الحقوق للإمام زيد بن علي #

صفحة 105 - الجزء 1

الدرس الثالث عشر رسالة الحقوق للإمام زيد بن علي #

  ثبت عن أبي خالد الواسطي ¥ أنه قال: كتب أبو الحسين زيد بن علي @ هذه الرسالة: قال مالك بن عطية: قلت لأبي خالد: لمن كتبها؟

  قال: سأله أبو هاشم الرَّماني، فقال: جعلت فِداك أخبرني بحقوق الله علينا؟

  قال أبو خالد: فكتب لنا هذه الرسالة، وقال لنا: «تدارسوها، وتعلّموها، وعلِّموها من سألكم، فإن العالم له أجرُ من تعلم منه وعمل، والعالم له نور يضيءُ له يوم القيامة بما علَّم من الخير، فتعلموها، وعلِّموها، فإن من عَلِمَ وعمل كان ربانيَّاً في ملكوت السماوات».

  قال أبو خالد ¥: فكتبناها من زيد بن علي @ وقرأها عليه أبو هاشم الرَّماني، وكان يَدْرُسها، ويقول: (لو رعاها مؤمن كانت كفايةً له».

  قال الإمام زيد بن علي #: (جعلكم الله من المهتدين إليه، الدالّين عليه، وعَصَمَكم من فتنة الدنيا، وأعاذكم من شر المنقلب، والحمدلله على ماهدانا وأولانا، وصلى الله على جميع رسله وأنبيائه وأوليائه، وخص محمداً بصلاة منه ورحمة وبركة وسلّم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين تسليماً أما بعد:

  فإنكما سألتماني عن حقوق الله ø وكيف يسلم العبد بتأديتها وكمالها؟ فاعلموا أن حقوق الله ø محيطة بعباده في كل حركة، وسبيل، وحال، ومنزل، وجارحة، وآلة، وحقوق الله تعالى بعضها أكبر من بعض.

  فأكبر حقوق الله تعالى: ما أوجب على عباده من حقه، وجعله أصلاً لحقوقه، ومنه تفرّعت الحقوق. ثم ما أوجبه من قَرْنِ العبد إلى قَدَمِه على إختلاف الجوارح، فجعل للقلب حقاً، وللسان حقاً، وللبصر حقاً، وللسمع حقاً، ولليدين حقاً،