دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث عشر رسالة الحقوق للإمام زيد بن علي #

صفحة 107 - الجزء 1

  سبيل الله.

  وحق الله تعالى في الرجلين: لا يسعى بهما إلى مكروه، فكل رِجْل سعت إلى ما يكره الله تعالى فهي من أرجل إبليس لعنه الله تعالى.

  وحق الله في البطن: أن لا يجعله وعاء للحرام، فإنه مسؤول عنه، وقد كان أمير المؤمنين ~ وسلامه يقول: «نِعمَ الغريم الجوف، أي شيء تقذفه إليه قَبِلَه منك»، وقال ~ وسلامه في البطن: «ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس»، وقال ~ وسلامه: «إذا طعمتم فصلوا ... ، فأخَفَّ الطعام وأطيبه وأمرأه وأثراه الحلال» ويجب أن يقتصد في أكله وشربه، فإن كثرة الأكل والشرب مقساة للقلب.

  وحق الله في الطعام: أن يُسمِّي إذا ابتدأ، وأن يحمده إذا انتهى، والشبع المليا هو مَكْسَلةٌ عن العبادة، مضرَّةٌ للجسد، ولا خير في العبد حينئذ.

  وحق الله على عبده في فرجه: حفظه وتحصينه وبابه المفتوح إليه هو البصر، فلا تمدوا أبصاركم إلى ما لا يحل لكم، ولا تُتْبعوا نظرة الفجأة نظرة العمد فتهلكوا، وكفى بذلك معصية وخطيئة، فأخيفوا نفوسكم بالوعيد واقرعوها، فمن قرع نفسه وأخافها بالوعيد فقد أبلغ في موعظتها وتحصينها، وتأديبها بأدب الله ø.

  ثم حقوق الله تعالى في الصلاة: أن يعلم المصلي أنها وافدته إلى الله ø، فليصل صلاة مودع، يعلم أنه إذا أفسد صلاته لم يجد خلفاً منها ولا عوضاً، ومن أفسد صلاته فهو لسائر الفرائض أفسد، وإذا قام العبد إلى الصلاة فليقم مقام الخائف المسكين المنكسر المتواضع خاشعاً بالسكون والوقار، وإحضار المشاهدة بيقين بالله، فإذا كملت فقد فاز بها، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تبارك وتعالى.

  وحق الله في الصيام: اجتناب الرَّفث وفضول الكلام، وحفظ البصر، وتحريم الطعام، والشراب، والصوم جُنَّة من النار، ومن تعطّش لله جل ثناؤه