دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث عشر رسالة الحقوق للإمام زيد بن علي #

صفحة 108 - الجزء 1

  أرواه الله من الرحيق المختوم في دار السلام.

  وحق الله تعالى في الأموال: على قدرها، فما كان من زكاة فإخراجها عند وجوبها، وتسليمها إلى أهلها، فإن أخرجتموها إلى غير أهلها فهي مضمونة لأهلها في جميع المال، وهي إذا لم تُخْرَج إلى أهلها مَخْبَثَةٌ لجميع المال، فيجب إخراجها بيقين وإخلاص، فتلك من أفضل الذخائر عند الله ø وهي مقبولة، وإذا توجه العبد إلى الله بقصد ونية، أقبل الله تعالى إليه بالخير، وإذا اهتدى زاده الله هداية في هدايته إليه، وبصّره وعرّفه طريق نجاته، فإنما يريد الله تعالى بنا اليُسْر وهو الهادي، وهو المُسعف بالقوة على صعوبة الحق وثِقَلِهِ على النفوس.

  ومن علامات القاصد إلى الله: إقبال قَلْبه وجوارحه وإرشاد النفس واستعبادها بالتذلل، والخشوع، والخشية له، السالمة من الرياء، والتخلص من التبعة بالصلاح.

  وحق الله على عبده في أئمة الهدى: أن ينصح لهم في السر والعلانية، وأن يجاهد معهم، وأن يبذل نفسه وماله دونهم، إن كان قادراً على ذلك من أهل السلامة.

  وحق الله على عبده في معرفة حقوق العلماء، الدالين عليه في الأمر والنهي: أن يسألهم إذا جَهِل، وأن يَعْرِفَ لهم حقهم في تعليم الخير.

  وحق الله على العالم في علمه: أن لا يمنعه من الطالبين، وأن يغيث به الملهوفين.

  وحق الله على المالك في ملك يده: أن لا يكلفه من العمل فوق طاقته، وأن يلين له جانبه، فإنما هو أخوه ملّكه الله تعالى إياه، وله حقه وكسوته، ومطعمه، ومشربه، ومالا غنى به له عنه.

  وحق الله في بر الوالدين: الإحسان إليهما، والرفق بهما، فلو علم الله شيئاً هو أقل من «أفٍّ لَحَرَّمَه منهما فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا