دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث عشر رسالة الحقوق للإمام زيد بن علي #

صفحة 109 - الجزء 1

  أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ٢٤}⁣[الإسراء].

  وحق الله في الأخ: أن تنصحه، وأن تبذل له معروفك إذا كان محتاجاً وكنت ذا مال، فقد عظّم الله شأن الأخ في الله ø، فأخوك في الله هو شقيقك في دينك، ومعينك على طاعة الله ø.

  وحق الله تعالى على العبد في مولاه المنعم عليه: أن يعلم أنه أنفق فيه ماله، وأخرجه من ذل العبودية، فهذا يجب حقه في النصيحة له، والتعظيم لمعرفة ما أتى من الخير.

  وحق الله في تعظيم المؤذّنين: وهو أن يعلم العبد ما قاموا به، وما دعوا إليه، فيدعو لهم بلسانه، ويوَدُّهم بقلبه، ويوقرهم في نظره.

  وحق الله في أئمة المؤمنين في صلاتهم: أن يعرف العبد لهم حقهم بما تقلدوه وبما قاموا به، وأن يدعو لهم بالإرشاد والهداية، وقد قال رسول الله ÷: «تخيروا الأئمة فإنهم الوافدون بكم إلى الله ø».

  وحق الله في الجليس: أن تلين له كنَفَك، وأن تقبل عليه في مجلسك، وأن لا تحرمه محاورتك، وأن تحدثه من منطقك، وأن تختصه بالنصح.

  وحق الله في الجار: حفظه غائباً، وإكرامه شاهداً، ونصرته ومعونته، وأن لا تتبع له عورة، وأن لا تبحث له عن سوء، فإن علمت له أمراً يخافه فكن له حصناً حصيناً، وستراً ستيراً فإنه أمانة.

  وحقوق الله كثيرة، وقد حرّم الله الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فجانبوا كل أمر فيه ريبة، ودعوا ما يريب إلى مالا يريب، والسلام».

  ففي هذه الرسالة كل ما من شأن العمل به وتطبيقه الرقي بالإنسان المسلم إلى مستوى العبادة الخالصة، والعبودية الصادقة، فصلوات الله وسلامه على مؤلفها، وحشرنا في زمرته مع جده المصطفى، ووالده المرتضى، وأهل بيته