دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

من وظائف حسن الخلق

صفحة 136 - الجزء 1

  والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يصبح الإنسانُ ذا خلق حسن، أو متى يوصف الإنسان بحسن الخلق؟

  إنّ حسن الخلق استقامة تامة مع الله سبحانه المنعم المتفضل، وهو كذلك تآلف وتحابٌّ مع المؤمنين، وبذل وعطاء بقدر المستطاع، وليس حسن الخلق ابتسامة مزيّفة على الشفاه، وليس انحطاطاً للنفس وإذلالاً لها أمام الآخرين، وليس هو المجاملة والمداهنة، وعدم إنكار المنكر.

  ولنتأمل حديث رسول الله ÷ الذي روي عنه عندما سئل: ما الدين؟ قال ÷: «الخلق الحسن».

  أليس إيتاء الزكاة من الخلق الحسن!

  أليس الحج من الخلق الحسن!

  أليس الصلاة من الخلق الحسن!

  أليس حسن الجوار من الخلق الحسن!

من وظائف حسن الخلق

  من هذه الوظائف العفو عن زلات الآخرين ومسامحتهم، خاصة مع القدرة على القصاص، يقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}⁣[آل عمران].

  ويقول الرسول ÷: «من كظم غيضاً ولو شاء أن يمضيه لأمضاه، ملأَ اللهُ سبحانه قلبَه أَمْناً وإيماناً يوم القيامة».

  وكان من دعاء الرسول ÷: «اللهم أغنني بالعلم، وزينّي بالحلم، وكرّمني بالتقوى، وجمّلني بالعافية».

  ويروى أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلُهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، ويجهلون عليّ، وأحلم عنهم، قال: «لأن كان كما تقول فكأنما تسِفُّهم المَلَّ - وهو الرماد - ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك».