دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

أوصاف المحبين

صفحة 140 - الجزء 1

  هذا الشخص مشى في خط الشيطان فهو العدو الذي لا نصادقه، ونقطع عنه كل ارتباط ولو كان حاكماً، ولو كان عالماً كبيراً لكنه من علماء السلاطين ووعاظ الملوك، الذين زيّنوا لهم المنكر في ثوب المعروف، والمعاصي في لباس الطاعات.

  وسنذكر رسالةً بعث بها أحدُ الأولياء لواحد من علماء السلاطين، وهكذا يكون الحب في الله والبغض في الله من خلال تبادل النصائح.

  أيها الأخوة المؤمنون: إن موالاة أولياء الله ومعاداة أعداء الله أساس الدين الحنيف، وقاعدة عريضة ارتكزت عليها دولة الإسلام، فهي من أوثق عرى الإيمان، كما قال الحبيب محمد ÷، ولنتأمل قول الله سبحانه وتعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢}⁣[المجادلة].

  ويقول الرسول الأكرم ÷ في حديث ذكره الإمام الناصر الأطروش # في كتابه (البساط): «لو أن عبداً قام ليله، وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله عِلْقاً عِلْقاً، وعبد الله بين الركن والمقام، ثم يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوماً لما صعد إلى الله من عمله وزن ذرةٍ، حتى يظهر المحبة لأولياء الله، والعداوة لأعدائه».

  ويقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ١١٣}⁣[هود].

  وهنا نأتي بالرسالة التي وعدنا بها، وقد ذكر الرسالة العلامة الزمخشري في تفسيره (الكشاف) عند تفسير هذه الآية الكريمة، قال: