الدرس الحادي والعشرون أهمية الصداقة والأصدقاء
  العرش يوم لا ظل إلا ظله» وقال ÷: «قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وعظمتي وكبريائي وجودي لأدخلنَّ داري، ولأرافقن بين أوليائي، ولأزوجنّ حور عيني، المتحابّين فيَّ، المتآخين فيَّ، المتحببين إلى خلقي».
  وقال ÷: «من أحبّ أخاه في الله رفعه الله درجة، وما توادّ رجلان في الله إلا كان أفضلهما منزلة عند الله أشدهما حباً لأخيه، حتى يُحدث أحدهما، وشرهما المُحدِث».
  والآن يأتي السؤال ويطرح نفسه بإلحاح: من هو الصديق الذي نختاره؟ من هو صديق العمر ورفيق الدرب؟
  والجواب على ذلك كما أجاب أحد العلماء «الوافر دينه، الوافي عقله، الذي لا يُمِلُّك على القرب، ولا ينساك على البعد، إن دَنَوْتَ زارك، وإن بعدتّ أرادك، ولا يقطعه عنك عسر ولا يسر، يُعدَّك في الأمور كنفسه، إن استعنت عضدك، وإن احتجت رفدك، وإن استغْنيت وصلك. مودة فعله أكثر من مودة قوله، يستقلُّ الكثير من المعروف من نفسه، ويستكثر قليل المعروف من صاحبه».
  ويقول الإمام علي #: «.. وإياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد، ويباعد عليك القريب، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه اليسير».
  ونورد المواصفات الهامة في اختيار الصديق كما أشار إليها الإمام الولي الزاهد يحيى بن حمزة الحسيني # في كتابه (تصفية القلوب):
  ١ - العقل الراجح: فلا خير في صحبة الأحمق، فضره أكثر من نفعه، وفي هذه الحالة تذهب الصداقة وتنقطع تماماً، والعاقل هو الذي يفهم الأمور على ما هي عليه.
  ٢ - حسن الخلق: بكل ما تعنيه الكلمة من الصفات التي تسمو بالشخص