دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

من هو الجار؟

صفحة 162 - الجزء 1

  «اعلم أن الحسد لا يكون إلا على نعمة فإذا أنعم الله سبحانه على أحد نعمة فلك فيها حالتان:

  - الحالة الأولى: أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها وهذه الحالة تسمى حسداً وعلى هذا تكون ماهية الحسد، وحقيقته: كراهية النعمة ومحبة زوالها عن صاحبها إلى غيره.

  - الحالة الثانية: أن لا تحب زوالها ولا تكره وجودها، ولكنك تشتهي لنفسك مثلها وهي تسمى غبطة، ومن المعلوم أن الحالة الأولى مذمومة ومحرمة، والثانية مباحة».

  ٨ - وإن أصابته مصيبة عزيته: في (أمالي السمان) بسنده إلى معاذ بن جبل ¥ عن النبي ÷ أنه كتب إليه يعزيه في ابن له:

  « من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل سلام الله عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أما بعد: فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله ø الهنيّة، وعواريه المستودعة، نُمتّع فيها إلى أجل، ويقبضها إلى وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى، والصبر إذا ابتلى، فكان ابنك من مواهب الله ø الهنيّة، وعواريه المستودعة، متّعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كثير، الصلاةَ، والرحمةَ، والهدى، والصبرَ، لا يحبطها جزعك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ولا يدفع حزناً، وهو نازل وكأن قد، والسلام»⁣(⁣١).

  ٩ - ولا تستطل عليه بالبناء فتحجب عليه الريح إلا بإذنه: ينبغي مراعاة الجار في هذا الشأن، ومراعاة التخطيط الصحيح للبناء، بحيث لا ضرر ولا


(١) شمس الأخبار: ٣٠٠.