من هو الجار؟
  ١٠ - وإن اشتريت فاكهة فاهدِ لَهُ فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده: مراعاة شعور الجيران من أهم حقوقهم، فإن اشتريت فاكهة فأهد لجارك فإن لم يمكنك الإهداء بأن تكون قليلة أو غالية، أو جيرانك كثر، فأدخلها بدون أن يشعروا، ولا تبديها أبداً، وامنع ولدك من حملها أمام أولاد الجيران؛ لكي لا يغتاظوا فيحرجون آباءهم بشراء ما لا يستطيعون.
  روى الإمام أبو طالب # بسنده إلى النبي ÷ أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره»(١) وقال رسول الله ÷: «البر وحسن الجوار زيادة في الرزق، وعمارة للديار»(٢).
  ١١ - ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها: وعلى مستوى الرائحة النفاذة التي يشم من خلالها الجار مرقةً أو شيئاً لذيذاً فلا تؤذه بذلك، إلا إذا كنت ستعطيه منها، عن أبي ذر الغفاري ¥، قال رسول الله ÷: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك».
  هذا وقد أراد الإسلام منا أن نهتم بالجار كمظهر من مظاهر الإحسان؛ لأن الجوار يحقق علاقة ألفة ومحبة تفرض على الشخص حقاً في القيام بالرعاية والإحسان إليه، وتحمل أذيته سواء أكان هذا الجار قريباً أم بعيداً.
  والآن نأتي بما يجب علينا من الحقوق لبعضنا البعض ومكانة قضاء حاجة المؤمن في نظر الإسلام الحنيف.
  جاء في كتاب (الاعتبار وسلوة العارفين) بسنده إلى الإمام علي بن أبي طالب #، قال: قال رسول الله ÷: «للمسلم على أخيه ثلاثون حقاً لا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو له: يغفر زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى
(١) شمس الأخبار: ٢٤١، عن الأمالي كما نسبه.
(٢) الأحكام: ٢/ ٥٢٨.