الدرس الثالث والعشرون الصدقة تبارك المال
الدرس الثالث والعشرون الصدقة تبارك المال
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وآله، القائل: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى، وفرّج بينهما، وبعد أخي المؤمن ..
  الصدقة قد يراد بها الفريضة وهي الزكاة، وقد يراد بها النافلة والتطوع، وعلى كلا الحالتين فالصدقة هي غرس لمشاعر الرأفة والعطف والحنان، وتوطيد العلاقة الإسلامية والألفة والمحبة، فهي تطهر النفس، وتسموا بالمجتمع إلى الأفضل، وهي لون من ألوان التكافل الاجتماعي ..
  ولقد اهتم الإسلام كثيراً بذوي الاحتياجات الخاصة، مثل اليتامى والمساكين وابن السبيل ... الخ. هؤلاء أولاهم الإسلام رعاية خاصة في كل النواحي التي تحتاج إلى الرعاية، كالعطف عليه وعدم قهره، والتفقد لأحواله.
  فكم من أسرة ضعيفة لا تجد ما تأكل، وكم من مسكين ضعيف محتاج يلزم بيته خوفاً من انكشاف حاجته، ومن الواضح أن مساكين عصرنا ضاعوا بين مطرقة المتسولين وما أكثرهم، وبين سندان الجمعيات الخيرية المتسوِّلة بالتراخيص الرسمية، ولا نعُم كل الجمعيات، فهنالك جمعيات خيرية بما تعنيه الكلمة، تسعى إلى فعل الخير على كل الأصعدة، لا تريد جزاءً ولا شكوراً.
  يقول الرسول الأعظم ÷ يوضح من هو المسكين الجدير بالتعاون والاحترام: «ليس المسكين بهذه الطواف عليكم ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان. قالوا: فمن المسكين يا رسول الله؟ قال: الذي لا يجد غناً يغنيه ولا يُفْطَنُ فَيُتَصَدَّقُ عليهِ»(١).
(١) الأحكام: ٢/ ٥٤٩.