دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الثالث والعشرون الصدقة تبارك المال

صفحة 167 - الجزء 1

  وقال رسول الله ÷: «تصدقوا فإن الصدقة فكاكم من النار» وروي عنه ÷: «بادروا بالصدقة، فإن البلاء لا ينحطُّ إليها» وقوله ÷: «صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن الصدقة لتطفئ الخطيئة كما يُطفي الماءُ النارَ».

  وبالإضافة إلى هذا الأجر العظيم، فإن الصدقة لها فوائد عظيمة في الدنيا، ففي الحديث، عن عمرو بن عوف الأنصاري، قال رسول الله ÷: «صدقة المرء المسلم تزيد في العمر، وتمنع مِيْتَةَ السوءِ، ويُذْهِب اللهُ بها الفخرَ والكبرَ» وعن النبي ÷: «الصدقة تسد سبعين باباً من الشر» وعنه ÷: «ما أَحسنَ عَبْدٌ الصدقة إلا أُحسِنَ إليه في مُخلِّفيه».

  وقال بعض الصالحين: «الصلاة تبلغك الطريق، والصوم يبلغك باب الملِك، والصدقة تدخلك عليه بغير إذن».

  وعن جابر، قال: قال رسول الله ÷: «ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا، وهكذا».

  وقال رسول الله ÷: «من اهتم لجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى يشبع غُفِرَ لَهُ».

  وروى جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن آبائه $، قال: قال رسول الله ÷: «إن الله سبحانه يجمع فقراء هذه الأمة ومياسيرها في رحبة باب الجنة، ثم يبعث منادياً فينادي من بطنان العرش: أيما رجلٍ منكم وصله أخوه المؤمن في الله ولو بلقمةٍ من خبزٍ فليأخذ بيده على مهلٍ حتى يدخله الجنة قال: وهم أعرف بهم يومئذٍ منهم بآبائهم وأمهاتهم، قال: فيجيء الرجل منهم حتى يضع يده على ذراع أخيه المكرم له الواصل له فيقول: يا أخي أما تعرفني ألست الصانع بي كذا وكذا؟ فيعرّفه كل شيءٍ صنعه به من البر والتحفة فقمْ معي، فيقول: إلى أين؟ فيقول: لأدخلك الجنة فإن الله ø قد أذن لي في ذلك فينطلق به آخذاً بيده لا يفارقه حتى يدخله الجنة بفضل رحمة الله ø لهما ومنه عليهما».