الدرس الثالث والعشرون الصدقة تبارك المال
  وعنه ÷: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء» وقال ÷: «من مشى في حاجة أخيه المسلم فبالغ فيها قُضيَت أم لم تُقْضَ كتب الله له عبادة سنة»(١).
  وقال ÷: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله».
  وعندما نتصفح تاريخنا الإسلامي نجد أمثلة رائعة لكيفية أداء الصدقة المقبولة جسدها كوكبة من أهل البيت $، وكوكبة من السلف الصالح رضوان الله عليهم.
  ومن الأمثلة على ذلك: ما أخبر الله عنه في كتابه بقوله جل شأنه مادحاً للعباد الأبرار، الذين أوفوا بالنذر وأطعموا الطعام مع حاجتهم إليه وحبهم له فأتاهم المسكين في اليوم الأول، واليتيم في اليوم الثاني، والأسير في اليوم الثالث، قال تعالى في (سورة الإنسان): {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ٦ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ٧ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٨ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ٩ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠}[الإنسان].
  وكان جزاؤهم أعظم الجزاء، كما قال تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ١١ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ١٢ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا ١٣ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ١٤ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ ١٥ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ١٦ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا ١٧ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا ١٨ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ
(١) أخرجه الإمام أبو طالب # في الأمالي: ٢٥١، والإمام المرشد بالله # في الأمالي الخميسية: ٢/ ١٧٦، بلفظ مقارب، وعزاه في (موسوعة أطراف الحديث): ٨/ ٥٧١، إلى (الدر المنثور): ١/ ٢٠٢، و (كنز العمال) ١٤٠٩، وغيرها.