دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الرابع والعشرون قصيدتان

صفحة 181 - الجزء 1

  وغمّضوني وراح الكل وانصرفوا ... بعد الإياس وجدّوا في شراء الكفن

  وقام من كان أحب الناس في عجل ... نحو المغسل يأتيني يغسّلني

  وقال ياقوم أبغي غاسلاً حذقاً ... حراً لبيباً عارفاً فطن

  فجاءني رجل منهم فجردني ... من الثياب وأعراني وأفردني

  وأودعوني على الألواح منطرحاً ... وصار فوقي خرير الماء ينظفني

  وأَسْكَبَ الماءَ من فوقي وغسَّلني ... غسلاً ثلاثاً ونادى القومَ بالكفن

  وألبسوني ثياباً لا كمام لها ... وصار زادي حنوطي حين حنطني

  وأخرجوني من الدنيا فوا أسفاه ... على رحيل بلا زاد يبلغني

  وحملوني على الأكتاف أربعة ... من الرجال وخلفي من يشيعني

  وقدمّوني إلى المحراب وانصرفوا ... خلف الإمام فصلّى ثم ودعني

  صلّوا علي صلاة لا ركوع لها ... ولا سجود لعل الله يرحمني

  وأنزلوني إلى قبري على مهل ... وقدموا واحداً منهم يلحدني

  وكشف الثوب عن وجهي لينظرني ... وأسبل الدمع من عينيه أغرَقني

  فقام محتزماً بالعزم مشتملاً ... وصفَّفَ اللبنَ من فوقي وفارقني

  وقال هلوا عليه الترب واغتنموا ... فضل الثواب من الرحمن ذي المنن

  في ظلمة القبر لا أم هناك ولا وهالني ... أب شفيق ولا أخ يؤنسني

  صورة في العين إذ نظرت ... من هول مطلعها قد كان أدهشني

  من منكر ونكير ما أقول لهم ... قد هالني أمرهم جداً فأفزعني

  وأقعدوني وجدّوا في سؤالهم ... مالي سواك إلهي من يخلصني