دروس رمضانية،

علي بن أحسن الحمزي (معاصر)

الدرس الواحد والثلاثون (وقفات وتأملات)

صفحة 242 - الجزء 1

  قال الوافد: معرفة الله على الحقيقة، وهي: توحيد، وتعديل، وتصديق، وذكر على كل حال، في الليل والنهار.

  قال العالم: فما أفضل الأشياء؟

  قال الوافد: أفضل الأشياء: طلب العلم من العلماء، حتى يعرف الطالب الحق فيعمل به، فمتى زَهَرَ مصباح الهدى في قلبه أخلص العمل والنية الصادقة، وأنطقه الله بالحكمة.

  قال العالم: فما أخبث الأشياء؟

  قال الوافد: الجهل؛ لأن الجهل الهلاك والعطب، والجاهل إذا أراد أن يصلح شيئاً أفسده بجهله، وقلة علمه، وهو يجلب جميع الآفات، ويتولد منه الكبر، والطمع، والحسد، والحرص، والشهوة، والبخل، والسخرية.

  قال العالم: فما أقبح الأشياء؟

  قال الوافد: اللغو الضَّرِر⁣(⁣١)، والغيبة، والنميمة، والخيانة، والكذب، والزنا، والرياء، وحب المدح، وحب الفاسق، وصحبة المنافق، وسوء الظن.

  قال العالم: فما أدنس الأشياء؟

  قال الوافد: سؤال الناس، ومقاربة الأنجاس، والثقة بِخُمل الناس، ومفارقة الأكياس.

  قال العالم: فما أنفع الأشياء؟

  قال الوافد: حسنة تكون بعشر أمثالها.

  قال العالم: وما هي هذه الحسنة؟

  قال الوافد: هي أن تطعم أخاك المسلم من جوع، أو تكسوه من عري، أو تقضي عنه ديناً، أو تفرّج عنه غماً، أو تكشف عنه هماً، فمن فعل هذه لأخيه


(١) اللغو الضرر: صيغة من صيغ المبالغة للغو، أو بدل منه، أو بيان له.