شهر رمضان الكريم
  قرآن كريم يتلى في الآية الأولى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٨٣}، وفي الثانية: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٤}، وفي الثالثة: {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥}، وفي الرابعة: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ١٨٦}.
  فإذا صمنا هذا الشهر، فهل نحقق هذا الرجاء الذي رجاه الله منا؟ والرجاء في حقه تعالى، هو إرادة ذلك، إرادة التقوى، والشكر، والرشد.
  وليكن على بالنا دائماً ما روي عن رسول الله ÷ عندما قال: «رُبَّ صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش».
  شهر رمضان فرصة العمر كما قيل، فإنه ربما لا يتكرر، فمن منا يعلم هل يأتي شهر رمضان المقبل وهو حي يرزق، بل ربما يكون قد أصبح تحت الثرى، هناك حيث الحساب ولا عمل.
  فشهر رمضان فرصة للإنسان يحاسب فيها نفسه محاسبة دقيقة وصادقة، يقلب في صفحات سجلاته، فيحمد الله تعالى ويشكره كثيراً على ما كان فيها من طاعة وخير، ويتوب ويندم على ما فيها من الشين والشر، ويعزم على ألا يعود، ويجدد النشاط.
  إنه فرصة لنيل الأجر العظيم، ليكسب ليلة هي عند الله خير من ألف شهر، منحة ربّانية للاستثمار في سوق عظيم من أسواق الآخرة ..
  عن علي #، قال: صعد رسول الله ÷ المنبر فقال: «يا أيها الناس، إن جبريل أتاني فاستقبلني ثم قال: يا محمد، من أدرك شهر رمضان فلم يُغفَر له فمات ودخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين».
  ومن النعمة العظمى أن هذه المنحة والفرصة منوعة المشارب، فبالإضافة إلى الصوم، هناك الصدقات، والمواساة للمؤمنين، والتفقد لأحوال المساكين.
  وهناك تلاوة القرآن الكريم، وهناك النوافل من الصلوات، وهناك ذكر الله من تسبيح وتهليل وتكبير، واستغفار ودعاء، وهناك زيارات الأرحام، وزيارات المؤمنين.