الدرس الخامس القرآن الكريم المعجزة العظمى
  علياً # فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد وقعوا في الأحاديث قال: وقد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله ÷ يقول: «ستكون فتنة. قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، والصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه فقد هدى إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور». ورواه المرشد بالله # وأخرجه الدارمي، والترمذي.
  ثم قال العلامة العجري - رحمة الله تعالى تغشاه(١) -: قلت: والحديث أخرجه أبو طالب # عن معاذ بن جبل قال: ذكر رسول الله ÷ الفتنة فعظمها وشددها، فقال علي بن أبي طالب(٢): فما المخرج منها؟ فقال(٣): «كتاب الله ...» وساقه بنحو حديث علي #(٤).
  وفي البحر المحيط لأبي حيان قال رسول الله ÷: «من أراد علم الأولين والآخرين فليثوِّر القرآن»(٥).
  قال في المختار: ثوَّر القرآن بحث عن علمه.
(١) مفتاح السعادة: ١/ ٥٢، وما بعدها.
(٢) أمالي أبو طالب (١٧٣).
(٣) في الأصل: فقال كتاب الله.
(٤) وفي إيثار الحق نسبة حديث علي # إلى السيد أبي طالب في الأمالي ثم قال: رواه في أماليه بسند آخر عن معاذ بن جبل ورواه ابن الأثير في الجامع عن عمر بن الخطاب فهو مع شهرته في شراط أهل الحديث متلقي بالقبول عند علماء الأصول. انتهى تمت مؤلف.
(٥) البحر المحيط.