مقدمة
  أخي القارئ، وبما أن الحقوق والواجبات التي حددها الإسلام الحنيف كثيرة، تحدث فيها كتاب الله القرآن المجيد، وفصلتها السنة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
  الإسلام أكد على حقوق الإنسان واحترامها، وحفظ للإنسان كرامته وحريته وأمنه واستقراره، ومن الملاحظ - أيضاً - أن الإسلام العظيم أكد على ضرورة الحفاظ على حقوق الخالق سبحانه وحقوق المخلوق في آن واحد، وجعلها مرتبطة ببعضها البعض.
  والشخص الذي يحرص على بعضها ويترك البعض الآخر يعتبره الإسلام مقصراً غير ملتزم، وعاصياً لله غير مطيع، فقد نجد قسماً من الناس يُقرُّ بالله تعالى، ولكنه لا يلتزم بمقتضيات هذا الإقرار، فقد يكذب، أو يظلم، أو يسرق، أو يزني، أو يقتل ويعتدي على حقوق الآخرين، أو يخون، أو ينافق ويرائي في أعماله، أو يتكبر، أو يعق والديه، أو يقطع أرحامه، أو يتهاون بحقوق الجيران والإخوان، أو ما شابه ذلك.
  ونجد قسماً يقرُّ بالله تعالى، ولكنه قد لا يصلي أو يصلي ولكنه لا يصوم، أو لا يحج، ولا يؤدي الزكاة.
  فالإسلام لن يقبل الإنسان المنقسم على نفسه، الذي يكون طيباً هنا وخبيثاً هناك، هكذا هو الإسلام، الذي يصون الحياة، ويُعْلِي شأنها، ويواكب تطورها، في إطار ثابت إلى قيام الساعة.
  والحقوق تنقسم إلى قسمين رئيسين:
  ١ - قسم يتعلق بالخالق ø سبحانه.
  ٢ - قسم يتعلق بالمخلوق.
  فأما ما يتعلق بالخالق سبحانه فيتمثل في العقيدة والعبادة والتشريع، وتوابعها. وأما ما يتعلق بالمخلوق فيتمثل في الإنسان وما يحيط به من المخلوقات الأخرى، ويستمد شرعيته من القسم الأول.