الدرس الأول الموعظة الأولى
الدرس الأول الموعظة الأولى(١)
  الحمد لله المحمود المعبود، الصمد المقصود، ذي الكرم والجود، والعطاء الممدود، والفضل المسرود، أنت العزيز الباقي، والحافظ الواقي، لك العزة والبقاء، والجود والبهاء، والأرض والسماء، وما بينهما وما تحت الثرى، لك الأسماء الحسنى، والأمثال العليا.
  إليك يفزع المجهود، تجيرُ من استجار بك، وتحفظ من لجأ إليك، وتغني من توكل عليك، وترشد من أطاعك.
  والصلاة والسلام على الدليل إليك، ومفتاح الخيرات والسعادات، سيدنا وشفيعنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله أمناء الأمة، ومصابيح الظلمة، وحشرنا الله في زمرتهم، آمين ... آمين.
  ربِّ اللهم أنت أهل الوصف الجميل، والتعداد الكثير، إنْ تُؤمل فخير
(١) إن معظم هذه الموعظة وكذلك التي بعدها مقتبسة من كلام الإمام الأواه نجم آل الرسول، وترجمان الدين، القاسم بن إبراهيم #، الذي قال في وصفه وعند الحديث عنه مولانا ربّاني آل محمد، حجة الله على خلقه، المجتهد المطلق، والمجدد المحقق، صاحب الفضيلة، الولي بن الولي مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #، في كتابه (التحف شرح الزلف: ١٤٥ - ١٤٩): (والإمام أبو محمد نجم آل الرسول، وإمام المعقول والمنقول، القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط À وسلامه. قام - لما سمع بموت أخيه الإمام محمد بن إبراهيم - بمصر سنة تسع وتسعين ومائة، ولبث في دعاء الخلق إلى الله إلى سنة ست وأربعين ومائتين. ورد عن جده الرسول ÷ ما رواه أئمتنا أنه قال ÷: «يا فاطمة إن منك هادياً ومهدياً ومستلب الرباعيتين لو كان نبي بعدي لكان إياه». وقيل للفقيه العالم حواري أهل البيت أبي جعفر محمد بن منصور المرادي: إن الناس يقولون: إنك لم تستكثر من القاسم بن إبراهيم، وقد طالت صحبتك له، فقال: نعم، صحبته خمساً وعشرين سنة، ولكنكم تظنون أنا كلما أردنا كلامه كلمناه، ومن كان يقدر على ذلك منا، وكنا إذا لقيناه، فكأنما أشرب حزناً لتأسفه على الأمة، وما أصيب به من الفتنة من علماء السوء وعتاة الظلمة. وروي أنه سمع صوت طنبور في جنده، فقال: والله هؤلاء لا ينتصر بهم، وتركهم. دعا إلى الله في بعض الشدائد فامتلأ البيت نوراً» À أجمعين.