الدرس العاشر أهمية ذكر الله تعالى
الدرس العاشر أهمية ذكر الله تعالى
  الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، الحمد لله الذي شرفنا بالإسلام ديناً ومنهجاً، والصلاة والسلام على سيد الذاكرين والقانتين لله، محمد بن عبد الله، صلى الله وسلم عليه وعلى عترته الزكية المرضية، الذين ضربوا أروع الأمثلة في التفاني في عبادة الله سبحانه وتعالى.
  أيها المطلع الكريم، إن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}[البقرة].
  كم هو الشرف للإنسان أن يذكره جبار السماوات العلى، وكم هو الشرف للإنسان أن يثني عليه ملك الملوك سبحانه، وعند من يذكره ويثني عليه؟! في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، في حضرة جبريل وميكائيل ورضوان وأفضل الخلق أجمعين.
  هذا الإنسان البسيط الضعيف يشرف إلى نهاية الشرف عندما يعيش في ذكر الله سبحانه بشتى وسائل الذكر، ليس باللسان فحسب، ولقد روي عن الإمام الأواه، سيد العابدين والساجدين والراكعين، وزين الأولياء الخاشعين، علي بن الحسين # عندما قرأ الآية الكريمة السابقة، أنه قال: «من أنا وما قدري حتى تذكرني».
  نعم أُخَيَّ المؤمن ... إن الله سبحانه وتعالى خلق الناس في هذه الحياة، وكلفهم بأصناف التكاليف، واختبرهم بأنواع الاختبارات؛ لينظر - سبحانه وتعالى - وهو العالم من منهم سيختار السعادة الدائمة، وإن ضحّى بالتافه اليسير المنقطع من الحياة، يختار الخير العميم، ويربح جنة الخلد، {عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ١٣٣}[آل عمران] «فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطرَ على قلب بشر».
  من سيختار رضاء الله فيسخر جميع أعضائه في سبيل الوصول إلى رضائه