الدرس التاسع فضائل سورة الفاتحة وخواصها
  وغفرانه، وما أعده لأوليائه وأحباءه، ينطلق اللسان في الذكر لله، والقلب في الذكر لله والرضا والخشوع والرهبة، والأيدي والأرجل وجميع الأعضاء في عبادة الله، وفي الإنفاق في سبيل الله، والمشي إلى مواطن العبادة والطاعة لله.
  ولينظر سبحانه وتعالى وهو العالم مَنْ مِنَ البشر سيترك هذا كله، فيختار الشقاء، فيشقى في الدنيا والآخرة.
  إذاً خلقنا ربنا، وكلفنا بالتكاليف؛ ليعرضنا للخير الدائم، الذي لا ينقطع، والثواب الجزيل الذي لا يقدر قدره، ومع هذا التكليف الذي يعد يسيراً وبسيطاً أعطانا سبحانه وتعالى الوسائل العظيمة، والإمكانيات الكبيرة لأداء ما كلفنا به على أحسن الأحوال، وأفضل الأداء، من العقل ومن الحياة ومن المال والوقت، ومن الرسل والأنبياء والكتب، وسائر الوسائل، وهذا من أجلنا ومن أجعل سعادتنا، وأما هو سبحانه فليس بمحتاج، فلا تنفعه طاعة من أطاعه، ولا تضره معصية من عصاه.
  ومن المرغبات والمحفزات: ما منحه الله سبحانه تعالى لعباده المسلمين والمؤمنين من الأوقات المباركة عبر جميع مراحل العمر المختلفة، في اليوم والليلة.
  هناك أوقات مباركة في الأسبوع، والشهر، والعام، إلى آخر ما هنالك، فضّل الله تعالى تلك الأوقات، وضاعف فيها الثواب، ودعا إليها بالآيات القرآنية، ومن خلال أنبيائه ورسله $، حتى يستطيع الشخص أن يربح الأرباح الكبيرة في تِلْكم الأوقات البسيطة، وإذا غفل أو قصر في وقتٍ من عمره تدارك نفسه في تلك الأوقات المباركة، وكذلك إذا اشتغل بطلب معاشه أو من يعول استطاع أن يعوض المفقود من الزمن في تلك الأوقات.
  ومن المرغبات أيضاً: التنوع الكثير في الذكر، حتى لا يمل الإنسان لو كان الذكر نوعاً واحداً فقط.