أنواع الذكر
  وفي الدروس الخاصة بالقرآن الكريم في هذا المجموع ما يكفي ويغني ويشفي عن إعادة ما ورد في فضل القرآن ومكانته، وفضل حامله، ومن علّمه.
  ما أروع أن يفتتح المسلم يومه بكم آية وكم سورة من كتاب الله تعالى، بعد أن يصلي صلاة الفجر، يتوجه مع أسرته إلى المصحف الشريف؛ لينالوا الخير العميم، وكذلك ما أروع أن يختتم يومه بمثل ذلك.
  ٢ - الصلوات: ذكر الله في الصلاة أفضل من ذكره خارج الصلاة، وقراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءته خارج الصلاة. فبعد الصلوات المفروضة، هناك صلاة الليل، والتهجد، ومكملات الخمسين الركعة وهي معروفة، وصلاة التسبيح، وصلاة الفرقان وغير ذلك من الصلوات، وقد فصلها السيد العلامة قاسم بن أحمد المهدي في كتابه القيم (الصلوات المستحبات).
  ولا يُمنع من الصلوات إلا في الأوقات الثلاثة المكروهة فقط: عند الشروق، وعند الغروب، وعند الظهيرة قبل الزوال، فكم في صلاة التسبيح من الثواب، ومن حط الذنوب والخطيئات، كما ورد ذلك في حديث الرسول ÷ لعمه العباس بن عبد المطلب - رضي الله تعالى عنه - وليكن على بالنا دائماً حديث الرسول ÷: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».
  ٣ - الدعاء: فهو سلاح المؤمن الكفؤ، وحصنه المنيع، وملجأه عند الكرب والشدائد، يقول تبارك وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}[غافر]. ويقول الرسول الأكرم ÷، مبيناً أهمية الدعاء: «الدعاء مخ العبادة» ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: «ما من مؤمن يدعو بدعوة إلا أستجيب له، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة».
  وهناك آداب للدعاء ينبغي مراعاتها، وهي:
  أ - إخلاص النية، واليأس عما في أيدي الناس، يقول الرسول ÷: «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون