الدرس الخامس القرآن الكريم المعجزة العظمى
الدرس الخامس القرآن الكريم المعجزة العظمى
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، القرآن معجزة السماء الخالدة، عجزت أمامها كل العقول، رغم التحدي الواحد بعد الآخر، الذي اعتمده القرآن في بيان عدم قدرة تلك العقول على مضاهاته.
  والإعجاز ما زال يضيف إلى انبهار العقول وقصورها أمامه انبهاراً، وإلى عجزها عجزاً، وهو هكذا سيظل ..
  واليوم وبعد خمسة عشر قرناً ما زال التحدي قائماً، ومعجزة كهذه يحتاج المسلم إلى فهمها فهماً واقعياً مثلما أرادته السماء؛ لأنه أكفأ سلاح يدافع به عن ذاته، ويهاجم به الأعداء؛ ولئن كان للقرآن مثل هذا الدور في معركة بدر، والأحزاب، وفتح مكة وغيرها، فإنه لا زال اليوم له نفس الدور، إذا لم يكن أكثر، خاصة وأن حقانيته تجلت، وضعف شبه أعدائه بانت.
  القرآن معجزة في كل وجهٍ من وجوهه، وحال من أحواله، بداية ما نزل منه كآخر ما انتهى إليه، ووسطه كطرفيه، نسيج فريد، ونسق واحد، ومستوى شاهق، هو معجز في حركات حروفه، وحروف كلماته، وكلمات آياته، وآيات سوره، وسور مصحفه، معجز فيما أخبر، وفيما أنبأ، وفيما أمر، وفيما نهى، وفيما قرر، وفيما نفى، معجز في الصياغة والنظم الموزون، وفي التراكيب والمضمون، لا في عصر دون سائر العصور، بل للجن والإنس إلى يوم يبعثون.
  والآن أُخَيَّ المطلع تعال معي لنرى ونسمع مكانة هذا الكتاب المقدس، المعجزة العظمى، وذلك من خلال ما قدمه لنا الولي العلامة المجتهد المطلق، سيد بني الحسن، علي بن محمد العجري رحمة الله تعالى تغشاه في مقدمة كتابه العظيم (مفتاح السعادة) قال:
  عن الحارث قال: دخلت المسجد فإذا قد وقعوا في الأحاديث فأتيت