محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[وقوع الكذب في الحديث]

صفحة 10 - الجزء 1

  إلى أن قال: وذكر الإمام أبو بكر محمد بن منصور السمعاني أن بعض الكرامية ذهب إلى جواز وضع الحديث عن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم فيما لا يتعلق به حكم من الثواب والعقاب ترغيباً للناس في الطاعة وزجراً لهم عن المعصية ... إلى أن قال فيه: وروى ابن حبان في مقدمة تاريخ الضعفاء بإسناده إلى عبد اللّه بن يزيد المعري أن رجلاً من أهل البدع رجع عن بدعته فجعل يقول: انظروا لحديث عمن تأخذونه فإنا كنا إذا رأينا رأياً جعلنا له حديثا، انتهى ولفظه في جامع الأصول ما لفظه: قال شيخ من شيوخ الخوارج بعد أن تاب: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرنا له حديثا، انتهى.

  قال في شرح البالغ المدرك لأبي طالب #: وروي عن بعض كبار أصحاب الحديث أنَّه قال: نصف الأحاديث كذب. وفيه أيضاً يرويه بسنده عن سليمان بن حرب، قال: دخلت على شيخ وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: وضعت أربع مائة حديث كذباً وجعلتها في تاريخ الناس فلا أدري كيف أصنع. وفيه أيضاً أنَّه صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين أيديهم قاص فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر بن قتادة عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «من قال لا إله إلاَّ اللّه خلق اللّه من كل كلمة منها طيراً منقاره من ذهب