محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[إتهام بعض الصحابة بعضا في رواية الحديث]

صفحة 11 - الجزء 1

  وريشه من مرجان ...» وأخذ في قصة نحواً من عشرين ورقة، فجعل أحمد ينظر إلى يحيى ويحيى بن معين ينظر إلى أحمد بن حنبل، فقال: أنت حدثته بهذا؟ فقال: واللّه ما سمعت به إلا هذه الساعة فسكتا حتى فرغ من قصصه ... إلى أن قال فيه: فقال له يحيى: من حدثك بهذا؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، فقال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل وما سمعنا بهذا قط من رسول اللّه صلى اللّه وعلى آله وسلم، فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم، قال: ما زلت أسمع أن يحيى بن معين أحمق حتى هذه الساعة، قال يحيى: وكيف علمت أني أحمق؟ قال: كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما كتبته عن سبعة عشر رجلاً أسماؤهم أحمد بن حنبل، انتهى.

  قال في الإقبال: ولقد قال شعبة: لم يفتش أحد عن الحديث تفتيشي فوجدت ثلثي ما فتشت عنه كذباً ... إلى أن قال فيه: قال بعضهم: إذا كتبت فقمش، وإذا عملت ففتش. وقال فيه: قال شعبة إمام المحدثين: تسعة أعشار الحديث كذب. وقال الدار قطني: ما الحديث الصَّحيح في الحديث إلاَّ كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، انتهى.

[إتهام بعض الصحابة بعضاً في رواية الحديث]

  واعلم أنَّه قد اتهم بعض الصحابة في بعض وقد كُذِّب بعضهم، ذكر في إملاء النقيب أبي جعفر ¥ ما لفظه: وهذا