محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[إتهام بعض الصحابة بعضا في رواية الحديث]

صفحة 12 - الجزء 1

  علي # يقول: ما حدثني أحد بحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم إلاَّ استحلفته عليه. أليس هذا اتهاماً لهم بالكذب ... إلى أن قال فيها: وقد صرح غير مرة بتكذيب أبي هريرة، وقال: لا أجد أكذب من هذا الدوسي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم. انتهى.

  وفي شرح البالغ المدرك ما لفظه: وروي عن عمر أنَّه كان ينكر على أبي هريرة كثرة الروايات عن النبي ÷، وقال: لتقلن الرواية عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أو لأنفينك إلى جبال دوس، انتهى.

  ويدل على ذلك أيضاً قول أبي بكر عند تحريقه للأحاديث التي عنده: خشيت أن أموت وهي عندي فتكون فيها أحاديث من رجل قد ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فأكون فقد نقلت ذاك.

  وأخرج الحاكم في مستدركه في جملة حديث ذكر عند عائشة أن علياً قتل ذا الثدية فقالت لي يعني لمسروق لأنَّه راوي الحديث: إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناساً ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد، فلما قدمت وجدت الناس أسباعاً فكتبت من كل سبع عشرة ممن شهد ذلك، قال: فأتيتها بشهادتهم، فقالت: لعن اللّه عمرو بن العاص فإنه زعم لي أنَّه قتله بمصر.

  قال في الاعتصام: وفي مسند علي بن أبي طالب #