محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[إتهام بعض الصحابة بعضا في رواية الحديث]

صفحة 14 - الجزء 1

  وعلى آله وسلم وجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: له بشير: مالي أراك لا تسمع إليَّ حديثي أحدثك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ابتدرته أبصارنا وأصغينا أسماعنا، فلما ركب الناس الصعبة والذلول لم نأخذ من الناس إلاَّ ما نعرف.

  وفيه قال الحاكم وسرد إسناده إلى ربيعة بن يزيد، قال: قعدت إلى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة عن رسول اللّه ÷ أنَّه قال: «اعبدوا ربكم ولا تشركوا به شيئاً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الأمراء فإن كان خيراً فلكم وإن كان شراً فعليهم وأنتم منه برآء» فقال له الشعبي: كذبت، انتهى وفي إملاء النقيب أبي جعفر ¥ روى بعض الصحابة عن النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أنَّه قال: «الشؤم في ثلاثة: المرأة والدار والفرس»، فأنكرت عائشة ذلك وكذبت الراوي ... إلى أن قال فيها: وروى بعض الصحابة عنه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أنَّه قال: «التاجر فاجر» فأنكرت عائشة ذلك وأنكرت على الراوي ... إلى أن قال فيها: وأنكر قوم من الأنصار رواية أبي بكر الأئمة من قريش ونسبوه إلى افتعال هذه الكلمة. وقال فيها: وطعن ابن عباس في حديث أبي هريرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «إذا استيقظ أحدكم