عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أقسام النظر وما هو الواجب منه]

صفحة 102 - الجزء 1

  ادعوه (لزم بطلانه بالدور أو الكفر؛ لأن المكلفين إمَّا أن يجب عليهم النظر في صحة دعوة الأنبياء $) للنبوة (أوْ لَا) يجب عليهم.

  (الأول) وهو وجوب النظر في صحة دعوى الأنبياء $ للنبوة (دور) محض؛ (لأنه لا يجب النظر) عندهم (إلا بالسمع، والسمعُ لا يثبت إلا بالنظر) في صحة دعوى النبوة، فإذا صَحَّت النبوة⁣(⁣١) صَحَّ السمع؛ فتقف معرفة السمع على معرفة النبوة التي لا تثبت إلا بالنظر في معجزات الأنبياء $، وتقف معرفة النبوة والنظرُ في المعجزات على معرفة السمع، وهذا حقيقة الدور، وهو كما ذكره الرازي تكليف ما لا يطاق [عندهم⁣(⁣٢)]، وهم يلتزمونه.

  (والثاني) أي: القول بعدم وجوب النظر في معجزات الأنبياء $ (تصويب لمن أعرض عن دعوة الأنبياء $؛ إذ لا واجب عليه(⁣٣)) يلزمهم الإتيان به، (وذلك كفر؛ لأنه ردٌّ لما جاءت به الرسل، وما علم من دين كل نبيءٍ ضرورة) أي: وَرَدٌّ لما علم من دين كل نبيءٍ بضرورة العقل.

  قال (أئمتنا $ والجمهور) من المعتزلة وغيرهم: (وهو) أي: النظر الموصل إلى معرفة الله سبحانه (فرضُ عينٍ) يجب على جميع المكلفين من رجلٍ وامرأةٍ، وحر وعبدٍ؛ لِما سنذكره إن شاء الله تعالى.

  وقال أبو إسحاق النصيبيني، وهو (ابن عياش⁣(⁣٤) و) أبو القاسم (البَلْخِي، و) عبيد الله بن الحسن (العنبري⁣(⁣٥)، ورواية عن القاسم) بن إبراهيم (#)


(١) لأنها طريق إليه. (ش ك).

(٢) ساقط من الأصل، وثابت في (أ، ب).

(٣) كذا في (ش ك)، وفي النسخ الثلاث: عليهم.

(٤) هو إبراهيم بن عياش البصري من الطبقة العاشرة من المعتزلة، قال القاضي: وهو الذي درسنا عليه أولاً وهو من الورع والزهد والعلم على حد عظيم، له كتاب في إمامة الحسن والحسين @ وفضلهما، وكتب أخرى حسان. (المنية والأمل باختصار).

(٥) هو عبيدالله بن الحسن بن الحصين العنبري، مات سنة ثمان وستين ومائة. (طبقات الفقهاء). وفي تاريخ بغداد: أنه كان قاضياً على البصرة وأن مولده سنة ١٠٠، وقيل: ١٠٦.