عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في معرفة الدليل]

صفحة 105 - الجزء 1

  في حقهم، فإذا عَلِمَ أحدهم ما يحصل في العالم من أنواع الحوادث والأمطار وأصناف الحيوانات، وأنواع الثمار والنبات، وجُرِيِّ الشمس والقمر، واختلاف الليل والنهار، وغير ذلك مما به يعلم بالضرورة أنه لا بد لهذه الأمور من صانع ومؤثر على القرب؛ لأن العلم بالصانع هو علم قريب يحصل بأدنى تأملٍ، وهكذا⁣(⁣١) القول في سائر صفاته، نحو: القادرية والعالمية، وما يجب له ويستحيل عليه - فإنَّ عِلْمَهُمُ الْجُمْلِي كافٍ في حقهم؛ لأن الخوض في تفاصيل هذه العلوم يتعذر تحصيله على أكثر الخلق.

  المرتبة الرابعة: العلم بمقدمات النظر بحقيقة ذاته وصفاته وحكمته وصدق رسله على سبيل التفصيل، وأنه تعالى واحد لا شريك له، وهذه الحالة هي حالة العلماء والأفاضل الذين توصلوا بحقائق الأدلة وأنوار البراهين، فَحَصَلُوا على انشراح الصدور وطمأنينة النفس، وهؤلاء هم قليلون.

  المرتبة الخامسة: وهي الوصول إلى معرفة ذات الله تعالى وصفاته بالعلوم الضرورية التي لا يعترضها الشك ولا يعتريها الرَّيب، وهذه هي درجة المقربين.

  وقد مَنَعَ أكثر المتكلمين [عن⁣(⁣٢)] أن يكون العلم بالله ضروريّاً في الدنيا مع استكمال التكليف، وهذا لا مانع منه ... إلى آخر كلامه #، تركته لطوله وقد استوفيناه في الشرح.

(فصل): [في معرفة الدليل]

  (والدليل لغةً) أي: في لغة العرب: (المرشد) أي: الموصل إلى المطلوب. ومنه دليل القوم في الطريق، (و) هو أيضاً في اللغة: (العلامة الهادية) إلى المطلوب، كالنُّصُب والجبال والنجوم، وهذا كالتفسير للأول.

  (واصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل علم الكلام وغيرهم: (ما به الإرشاد)


(١) في الأصل: فهكذا.

(٢) ساقط من الأصل، وثابت في (أ، ب).