عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [في ذكر المؤثرات]

صفحة 120 - الجزء 1

  من المعتزلة، والمحققون من الأشعرية، كالغزالي والجويني وصاحب النهاية⁣(⁣١): أن الكون هو نفس الكائنية، وأن العلم هو نفس العالمية من غير زيادة على ذلك، والأسودية هي نفس السواد، وهكذا القول في جميع الأعراض.

  قال: والمختار عندنا أن العلة والمعلول لا حقيقةَ لهما ولا ثبوت، وأن السواد هو نفس السوادية، وأن الكون هو نفس الكائنية، وأن القدرة هي نفس القادرية. انتهى.

  قلت: وهذا هو الحق.

  وروى الإمام المهدي # عن أبي القاسم البلخي أنه لا يجعل العلل العقلية مؤثرةً حقيقةً كما زعمت البهشمية، بل كالعلل الشرعية.

  (وشرطها) أي: العلة (أن لا تتقدم ما أوجبته) أي: الذي أوجبته، وهو المعلول، فلا تتقدمه (وجوداً) أي: في الوجود، (بل) يتقارنان في الوجود في وقت واحد، ولكن تتقدم عليه (رتبةً) أي: تقديراً؛ لأجل كونها علة، وتعقلُ العلةِ قبلَ المعلولِ. (وشرط الذي أوجبته) وهو الصفة أو الحكم (أن لا يتخلف عنها)؛ لأنها علة موجبة، فلا بد من مقارنة معلولها لها.

  (والسبب عندهم ذاتٌ مُوجِبَةٌ لأخرى) أي: لذاتٍ أخرى، (كالنظر الموجب للعلم)، ويقارن ولا يقارن، ولا يوجب السببُ صفةً ولا حكماً وإنما يوجب ذاتاً، أي: عَرَضاً، فالعلم عَرَضٌ ويسمى علةً على ما عرفت، والعالميةُ ونحوُها صفةٌ، وهي المزية أو حالة على اختلافهم في العبارة لا هي الموصوف ولا غيره، ولا شيء ولا لا شيء.

  قالوا: (و) ما يجري مجرى المؤثر ثلاثة أشياء أيضاً:

  الأول: (الشرط)، وهو: (ما يترتب صحةُ تأثيرِ غيره) أي: غير الشرط،


(١) هو الرازي. من هامش (ب).