عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل: [في ذكر المؤثرات]

صفحة 121 - الجزء 1

  وهو الجوهرية مثلاً (عليه) أي: على الشرط، وهو الوجود، (أو صحةُ) تأثيرِ (ما يجري مجرى الغير) وهو الصفة فإنها عندهم جارية مجرى الغير، وصحةُ تأثيرِها مترتبٌ على وجودها، (وهو) أي: الشرط (نحو الوجود فإنه شرط في تأثير المؤثرات) أي: في اقتضاء الجوهرية للتحيز، واقتضاءِ العالمية للإحكام، والقادريةِ لصحة الفعل، وليس بمؤثر فيها، أي: في الجوهريةِ والعالميةِ والقادريةِ؛ لما كان قد يحصل الوجود لمن ليس بمتحيز، كالباري تعالى والعرضِ، وهذا هو الفرق بينه وبين المؤثرات عندهم.

  والفرقُ بينه وبين المقتضي: أن الشرط يقفُ تأثيرُ غيرِه على حصوله، والمقتضي لا يقف عليه تأثير مؤثر.

  (وشرطُه) أي: شرط الشرط: (أن لا يكون مؤثِّراً - بالكسر -) أي: بكسر المثلثة (في وجوب المؤثَّر - بالفتح -) أي: بفتحها، وإنما هو شرط مصحِّح لتأثير المؤثر كما ذكرناه آنفاً.

  (و) الثاني مما يجري مجرى المؤثر: (الداعي)، وهو (عندهم ضربان: حاجي) أي: تدعو إليه الحاجة، (وحِكمي) - بكسر الحاء المهملة - منسوباً إلى الحكمة، أي: تدعو إليه الحكمة.

  (فالأول) أي الحاجي: (العلم) أي: علم العاقل (أو الظن) أي: ظنه (بحسن الفعل لجلب نفع النفس) كالأكل (أو دفع الضرر عنها) كالفرار من حر الشمس، وقد يتزايد هذا الداعي فلا يختص العقلاءَ كالبهائم.

  (والثاني) أي: الحِكْمِي: (العلم) أي: علم العالم (أو الظن) أي: ظنه (بحسن الفعل من غير نظر إلى نفع النفس أو دفع الضرر عنها)، وذلك (كمكارم الأخلاق) من إكرام الضيف، وحسن الجوار، وإفشاء السلام، والإحسان، وفك العاني.