عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الجواب على من قال بتأثير غير الفاعل]

صفحة 122 - الجزء 1

  (و) الثالث مما يجري مجرى المؤثِّر: (المقتضي)، وهو (الصفة الأخص) أي: التي تختص بالذات، كالجوهرية في الجوهر فإنها مختصةٌ به مقتضيةٌ للتحيُّز. وهذه الصفة الأخص هي (المؤثِّرة تأثيرَ العلة) أي: مثل تأثير العلة، و (المشترطُ فيها) أي: في الصفة الأخص (شرطُها) أي: العلة، وهو مقارنة ما أوجبته، (وكذلك شرطُ ما أوجبته)، وهو أن لا يتخلف عنها، وهذا معنى ما ذكروه من تفسير المقتضي؛ حيث قالوا: هو صفة تقتضي صفةً أخرى يرجعان إلى ذات واحدةٍ، كالتحيزِ فإنه مقتضىً عن الجوهرية، والمدركيةِ مقتضاة عن الحيية، وهما⁣(⁣١) لذاتٍ واحدةٍ.

  وإنما أخر # المقتضي - وهو عندهم المقدم؛ لكونه جارياً مجرى العلة في إيجاب التأثير على ما عرفت -؛ لأنه إنما أثبته بعض المعتزلة - وهم البهشمية - وهو لكل ذات عندهم، كالجوهريةِ في الجوهر - وهو الجسم -، والعرضيةِ في العرض، ومن ذلك الصفة الأخص التي زعموها في ذات الباري تعالى، المقتضيةُ لصفاته⁣(⁣٢) بزعمهم.

[الجواب على من قال بتأثير غير الفاعل]

  قال #: (قلت: هي) أي: العلة والسبب وما يجري مجراهما (إما لا دليل على تأثيرها، بل قام الدليل على بطلانه) أي: بطلان تأثيرها، (وذلك هو العلةُ) التي ذكروها (والمقتضي) وهو الصفة الأخص؛ (إذ ما إيجابهما لِمَا ادُّعِيَ تأثيرهما إياه) وهو المعلولُ، الذي هو الصفة أو الحكم (بأولى من العكس) وهو كون الصفة أو الحكم مؤثرةً في العلة والمقتضي؛ وذلك (لعدم تقدمهما) أي: العلة والمقتضي (وجوداً) أي: في وجودهما (على ما أثَّراه) وهو الصفة أو⁣(⁣٣) الحكم، (ولا دعوى


(١) في الأصل: وهي.

(٢) الذاتية. (ش ك).

(٣) في (أ): والحكم.