عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر اصطلاحات غير معقولة لبعض المتكلمين]

صفحة 127 - الجزء 1

  قال النجري⁣(⁣١): اعلم أن الصفة والحال والمزية في الاصطلاح بمعنى واحد، وربما استُعملت المزية وأُريد بها غير الصفة، كما يقول أبو الحسين ومن يقول بقوله: إن لله تعالى بكونه قادراً وعالماً وحيّاً ونحوها مزايا، ونفى أن يكون له بها صفات، ومن ثم سُمِّيَ هو وأصحابه: أصحابَ المزايا. انتهى.

  (وعَرَضٌ لا محل له) وهو: الإرادة في حقه تعالى التي زعم بعض المعتزلة أنها عَرَضٌ لا محل له، وكذلك الفناءُ كما سيأتي إن شاء الله تعالى، (وحركةٌ لا هي الله ولا هي غيره) وهي: الإرادة أيضاً عند هشام بن الحكم ومتابعيه، (ومعاني لا هي الله ولا هي غيره) وهو قول بعض الأشعرية في صفات الله تعالى، (و) إثبات جوهر (غير مانع للحيز من ثلاث جهاتٍ دون الرابعة) فإنه يمنع منها، وهو قول بعض⁣(⁣٢) المعتزلة في الجوهر⁣(⁣٣) الفرد.

  وأما مذهب العترة $: فكل شيءٍ يشغل الجهةَ ويَحِلُّه العَرَضُ فهو جسم، سواء كان مما يُدرك ويُرى؛ لكثافته، أو لا يدرك؛ لقلته أو للطافته.

  وقد ردَّ قولَ المعتزلةِ الإمامُ الحسين بن القاسم العياني @ في كتاب (مهج الحكمة) أبلغَ ردٍّ، وقد ذكرناه في الشرح.


(١) هو عبدالله بن محمد بن أبي القاسم المعروف بالنجري - بفتح النون وسكون الجيم، ثم مهملة - [مولده] ٨٢٥ هـ، قرأ على أبيه وأخيه علي بن محمد، والإمام المطهر، وعبدالله الدواري، ويحيى بن مظفر، ثم حج سنة ثمانمائة وثمانية وأربعين، ثم رحل إلى القاهرة ودرس هناك في علوم الآلة، ثم عاد إلى اليمن وأخذ عنه المرتضى بن قاسم ومحمد بن أحمد مرغم وغيرهما. كان عالماً زاهداً مصنفاً ثبتاً في جميع أموره، ترجم له جماعة. له: شرح مقدمة البحر في الأصول، والخمسمائة، والمرقاة في علم الكلام، وهو أول من وفد بمغني اللبيب إلى اليمن، ثم وصل به الريمي الشافعي إلى صنعاء. توفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة. (الجواهر المضيئة في تراجم بعض رجال الزيدية باختصار).

(٢) ساقط من (أ، ب).

(٣) الجوهر الفرد عند المعتزلة ليس بجسم ولا عرض، قالوا: وليس له إلَّا حد واحد يشغل به الحيز. وهذا غير معقول؛ لأن ما شغل الحيز فله جوانب، وإلَّا لم يعقل كونه شاغلاً. (ش ك).