(فصل): [في حدوث العالم]
  وقيل: ليس بشيءٍ.
  قال الإمام المهدي #: والحجة لنا على أنه جسم إدراكه عند الحركة، وملؤه الظروف، وإحساسه في المخاريق.
  واعلم أن مذهب أئمة العترة $ أن جميع ما يشاهد من العالم لا يخلو من أن يكون محلاً لغيره، أو حالَّا في غيره، فالمحل هو الجسم، والحال هو العرض، والعَرَض صفة، والجسم موصوف، ومن المعلوم بالمشاهدة استحالة وجود جسم خالٍ عن عَرَض، ووجودِ عَرَض لا في محل، (خلافاً لبعض أهل الملل الكفرية) وهم الدَّهرية(١) - بفتح الدال - نسبة إلى الدهر؛ لقولهم بقدمه، والدَّهر: هو حركات الأفلاك. وأما الدُّهري - بضم الدال - فهو الرجل الذي كبُر سِنُّه وتطاول عليه الدهر. وخلافهم في قدم العالم إنما هو في الأجسام أنفسها، وأما تراكيبها فلا خلاف في حدوث الأكثر منها.
  وقال القرشي: اتفق الناس على أنه لا بد للعالم من مؤثرٍ ما، ثم اختلفوا فقال أهل الإسلام والكتابيون(٢)، والبراهمة(٣)، وبعض عباد الأصنام: إنه فاعل مختار، وبه قالت المطرفية، لكن زعموا أنه لا يؤثِّر إلا في الأصول الأربعة، التي هي: الهواء والماء والأرض والنار.
(١) الدهرية: هو بفتح الدال، نسبوا إلى الدهر لقولهم بقدمه ونسبتهم التأثير إليه وأنه يعقب ما أبلاه بما يجدده، قيل: وقد صار بالاصطلاح اسماً لمن نفى الصانع المختار، سواء أثبت مؤثراً غيره أو لا. (المعراج على المنهاج باختصار).
(٢) الكتابيون (الكتابية): هم أهل الكتاب، وهم الذين لهم كتاب سماوي، وهم فرقتان: اليهود والنصارى. انظر اعتقاداتهم وبعض شرائعهم وفرقهم: المنية والأمل للإمام المهدي #: (٨١ - ٨٥).
(٣) ذكر الإمام القاسم بن إبراهيم # في مجموعه أنهم من أهل الهند تزعم أنها بإمامة آدم من كل رسول وهدى مكتفية وأن من ادعى بعده نبوة أو رسالة فقد ادعى دعوة كاذبة ضالة، وأنه أوصى بنبوته إلى شيث وأن شيثاً أوصى إلى وصي من ولده ثم يقودون وصيته بالأوصياء إليهم، وذكر الإمام المهدي في البحر أنهم من أهل الهند يقرون بالله ويجحدون الرسل.