عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [في حدوث العالم]

صفحة 135 - الجزء 1

  قال: وقال أهل الإلحاد: إنه مُوجِبٌ، ثم اختلفوا فقال أهل النجوم: التأثير لها ولحركاتها فقط، ولم يثبتوا غير ذلك.

  وقالت الدهرية: التأثير للدهر، وهو قريب من الأول؛ إذ المرجع بالدهر إلى حركات الأفلاك.

  وقالت الطبائعية: بالطبع.

  وقالت الباطنية⁣(⁣١): إنَّ ذات الباري - تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً - علة قديمة صدر عنها السابقُ، وصدر عن السابقِ التالي، وعن التالي النفسُ الكلية.

  وقالت الفلاسفة: المؤثر في العالم علة قديمة صدر عنها عقل واحد ثم تَكَثَّر هذا العقل. إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة التي هي سبب لكل غالٍ، ومنها تفرعت كل بدعة باطلة.

  قال في المعراج: ومثل ما ذكره القرشي ذكر قاضي القضاة حيث قال: لا يوجد من قال بنفي المؤثر في العالم جملةً وتفصيلاً، وقال: إن القول بنفي المؤثر جملةً يشبه مذهب السوفسطائية⁣(⁣٢) خلا أنه حَدَثَ جماعة من الورَّاقين وضعوا مقالةً لم يذهب إليها أحد، وقالوا بأن العالم قديم ولا مؤثر فيه، ونصر هذا القولَ المتزندقُ ابن الراوندي⁣(⁣٣).


(١) سموا باطنية لدعواهم أن لكل ظاهراً باطناً، وقرامطة أيضاً نسبة إلى رجل يسمى قرمطاً، والباطنية في الحقيقة خارجون عن الإسلام لكن انتحلوه ظاهراً فعدوا في فرقة، ولا يكاد يعرف مذهبهم لتسترهم وإحداثهم في كل وقت مذهباً، ونشأ مذهبهم بعد مائتين من الهجرة، أحدثه عبدالله بن ميمون القداح، وكان مجوسياً فتستر بالتشيع ليبطل الإسلام. (من الشرح الكبير).

(٢) منسوبون إلى سوفسطاء وهي جهة لهم، وقيل: بل اسم رجل، وهم منكرو اليقين في كل شيء من المشاهدات والمعقولات فإنهم أنكروه وجعلوه بمنزلة ما يراه النائم وكالسراب الذي يخيل أنه ماء. (المعراج على المنهاج باختصار).

(٣) هو أحمد بن يحي بن إسحاق الراوندي أبو الحسين، من أهل مرو الروذ، سكن بغداد، وفي المنية والملل: كان يصنع الكتب للإلحاد، وصنف لليهود والنصارى والثنوية وأهل التعطيل. انتهى. =