عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر بعض الأدلة على حدوث العالم ومنها دليل الإمكان]

صفحة 136 - الجزء 1

  قال: وهكذا ذكره الفقيه حميد وابن الملاحمي⁣(⁣١).

  قال: والذي عليه الجمهور أن الخلاف واقع فيه جملةً كما أنه واقع فيه تفصيلاً، وأن مِن الناس مَنْ لم يثبت مؤثراً قط، فقد رُوِي نفي المؤثر عن الملحدة والدهرية والفلاسفة المتقدمين والطبائعية، وقال القاضي: لم ينف الفلاسفة القدماء إلَّا المؤثر المختار دون الموجب. انتهى.

[ذكر بعض الأدلة على حدوث العالم ومنها دليل الإمكان]:

  (لنا) على حدوث العالم أدلة كثيرة عقلية وسمعية مثيرة لدفائن العقول معلومة لجميع العقلاء:

  منها: (قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}) [البقرة: ١٦٤].

  (بيان الاستدلال بها: أما السماوات والأرض) التي بدأ الله بذكرهما؛ لكونهما أعظم المخلوقات في طريق الاعتبار وأبينها، ولكونهما محلاً لِلَّيْلِ والنهار، وغير ذلك، (فإنا نظرنا في خلقهما فوجدناهما لم ينفكا عن إمكان الزيادةِ والنقصانِ) أي: لم يفارقا إمكان الزيادة والنقصان، أي: يحكم العقل بأنه يمكن


= وهو مشهور بالزندقة، وله كتب إلحادية يشكك بها على المسلمين مثل: كتاب نعت الحكمة، وكتاب التاج، وكتاب الزمردة، وغيرها وهي مشهورة بين الأمة، ممن ذكرها من أئمتنا $: المؤيد بالله # في كتاب إثبات النبوة، والإمام عبدالله بن حمزة # في كتاب الشافي وغيرهم. هذا، وله كتب في نصرة المذهب الإمامي مثل كتاب الإمامة، وبعض الإمامية يصفونه بالعالم المشهور ويوثقونه. انظر كتاب الكنى والألقاب للمحدث القمي، وكتاب مدخل في التفسير للشيخ محمد النكراني وغيرها، مع أنهم لا ينكرون كتبه الإلحادية.

(١) محمود بن الملاحمي مصنف المعتمد الأكبر، من الطبقة الثانية عشرة من المعتزلة من تلامذة أبي الحسين البصري. (المنية والأمل باختصار).