عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[دليل الدعاوى]

صفحة 144 - الجزء 1

  رابعها: أن ملازمته إياه تستلزم حدوثه.

  أما إثبات الأصل الأول - وهو أن في الجسم عَرَضاً غيره - فإنه معلوم بالضرورة؛ لأن كل عاقل يفرق بين المُجْتَمِعِ والمفترق والمحترك والساكن تفرقةً ضرورية لا تندفع بشكٍ ولا شبهةٍ.

  والمراد بالعَرَض: الصفة اللازمة للجسم، كالاحتراك والسكون، والاجتماع والافتراق، ونحو ذلك، لا الكون الذي هو المعنى الذي يزعمه بعض المعتزلة كما سيأتي ذكره قريباً إن شاء الله تعالى.

  قال الإمام أحمد بن سليمان⁣(⁣١) #: ولا خلاف عند أهل البيت $ في العَرَض وثبوته، وأنه مدرك إلَّا الحركات.

  قلت: الحركة مُدْرَكَةٌ بحاسة البصر؛ لأن الحركة: هي مرور الجسم في الهواء. والسكون ضده، وهو استقراره وقتاً فصاعداً. والاجتماع: عدم تَفَرُّقِهِ. والافتراق ضده، وهو مدرك، ولعله # يريد بالحركات المعانيَ التي زعموها مؤثرةً فإنها غير مدركة، والله أعلم.

  قال: وقالت المطرفية: الأعراض كلها تُعلم ولا تُدرك بالحواس، وقالوا: هي لا تَحُل ولا تُحَل ولا تُتَوهم، وأثبتوها شيئاً، وقالوا: لا يُرى اللونُ لكنه يُعلمُ، ولا يُسمع الصوت لكنه يُسمعُ الجسم المصوِّت، ولا يُدرك عندهم الطعم ولا الرائحة


(١) هو الإمام المتوكل على الله أبو الحسن أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الإمام الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $. قيامه: سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، اجتمع لديه من سلالة الوصي # ثلاثمائة رجل من أهل البسالة والعلم، ومن سائر العلماء ألف وأربعمائة رجل، واستفاض على جميع اليمن، وخطب له بينبع وخيبر، وانقادت لأحكام ولايته الجيل والديلم، وله كرامات بينات منها: الملحمة التي رواها عبدالله بن محمد الطبري عن الهادي يرفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن رسول الله ÷، وذكر القائمين من ذرية رسول الله ÷ وما يكون منهم، ومن أعلامهم في الدولتين، إلى أن انتهى إلى الإمام أحمد بن سليمان فذكر بيعته وصفته، وما يكون من أمره إلى نهايته. توفاه الله في شهر ربيع الثاني سنة ست وستين وخمسمائة، عن ست وستين سنة. (التحف باختصار).