عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[دليل الدعاوى]

صفحة 145 - الجزء 1

  ولا الحرارة ولا البرودة ولا الألم، لكن تدركُ الأجسام وتُعلمُ الأعراض. انتهى.

  قلت: وروي عن الأصم⁣(⁣١) من النواصب، وحفص الفرد⁣(⁣٢) من المجبرة، وهشام بن الحكم من الروافض⁣(⁣٣)، وغيرهم: أنه لا عَرَض في الجسم، وأنكروا ما يُعلم ضرورة، وهؤلاء هم المعروفون بنفاة الأعراض.

  وقيل: إنهم لا ينفون الصفات؛ إذ هي ضرورية، ولكنهم ينفون المعاني التي ذهب إليها بعض المعتزلة، وهي الأكوان⁣(⁣٤) ونحوها.

  وقد عدَّ القرشي وغيرُه الأعراضَ اثنين وعشرين جنساً، وهي: الألوان، والطعوم، والروائح، والحرارة، والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والشهوة والنفرة والحياة، والقدرة، والفناء، والأكوان، والاعتمادات، والتأليفات، والأصوات، والآلام، والاعتقادات، والإرادات، والكراهات، والظنون، والأفكار.

  قالوا: وتنقسم إلى: مُدرَكٍ، وهي: الخمسة الأُوَل، والصوت، والألم، وغيرِ مُدْرَكٍ، وهو سائرها.

  وتنقسم أيضاً إلى: مقدورٍ لله فقط، وهي: الاثنا عشر الأُوَل، وإلى مقدورٍ للعباد


(١) هو أبو بكر عبدالرحمن بن كيسان الأصم، من الطبقة السادسة من المعتزلة، كان من أفصح الناس، حكي عنه أنه كان يخطي علياً # في كثير من أفعاله ويصوب معاوية في بعض أفعاله، قال القاضي: ويجري منه حيف عظيم على أمير المؤمنين. وأخذ عنه ابن علية. (المنية والأمل باختصار).

(٢) حفص الفرد من المجبرة ومن أكابرهم نظير النجار، ويكنى أبا عمرو وكان من أهل مصر، قدم البصرة فسمع بأبي الهذيل واجتمع معه وناظره فقطعه أبو الهذيل، وكان أولاً معتزلياً ثم قال بخلق الأفعال، وكان يكنى أبا يحيى. (الفهرست لابن النديم باختصار).

(٣) هم الذين رفضوا الجهاد مع الأئمة العادلين من أهل البيت، كالذين رفضوا الجهاد مع الإمام زيد #. (نظرات في ملامح المذهب الزيدي وخصائصه).

(٤) والأكوان عندهم خمسة: حركة، وسكون، واجتماع، وافتراق، وكون مطلق، قالوا: وإنما تختلف بالاعتبار وإلّاً فقد يكون الكون الواحد حركة وسكوناً واجتماعاً وافتراقاً وقد يصير الكون المطلق سكوناً واجتماعاً وافتراقاً وكذا حركة لكن على ضرب من التقدير. ذكره النجري. (ش ك).