عدة الأكياس في شرح الأساس لعقائد الاكياس،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[دليل الدعاوى]

صفحة 146 - الجزء 1

  أيضاً، وهي: العشرة الباقية.

  قالوا: وتنقسم أيضاً إلى: ما لا يوجِب، وهي المدركات، وإلى ما يوجِب، وهو سائرها.

  وتنقسم أيضاً إلى: باقٍ، وهو ما عدا الصوتَ والألمَ من المدركات، والرطوبة، واليبوسة، والحياة، والقدرة، والكون، والتأليف، واللازم من الاعتمادات. وغيرِ باقيةٍ، وهو سائرها، إلى غير ذلك من القسمة. انتهى ما ذكره القرشي. ومرادهم بالباقي: ما يبقى وقتين فصاعداً.

  قلت: وعَدَّ الإمام أحمد بن سليمان # الضياء والظلمة من جملة الأعراض.

  وأرادوا بالفناء: ما زعموه من أنه عَرَض يخلقه الله لإفناء العالم مضادٌّ له، وسيأتي إبطاله إن شاء الله تعالى. وأرادوا بالأكوان والعلم والقدرة: المعاني التي زعموها في الأجسام الموجِبةَ - بزعمهم - لنحو⁣(⁣١) الحركة والسكون، والعلمَ الموجبَ للعالمية، والقدرةَ الموجبةَ للقادرية، وقد مرَّ إبطالها في فصل المؤثرات.

  وأيضاً فإنا لا نجد طريقاً إلى العلم بالكون الذي زعموه مؤثراً في الحركة والسكون ونحوهما، وإنما نجد المؤثر فيها الفاعل؛ لأن الطرق التي تُوصِلُ إلى العلم بالأشياء: إما العقل، أو الحواس الظاهرة، أو درك النفوس، أو دليل الشرع، فمن ادعى علم شيءٍ من غير هذه الطرق فقد أحال، وهذا الكون الذي زعموه لا يُدرك بأيِّها؛ فبطل وجوده فضلاً عن تأثيره، ثم نقول: يستحيل أن يفعل العاقل فعلاً ولا يدركه بحسٍّ ولا غيره وإلا فأوجِدونا ذلك حتى يكون هذا الكون مثله.

  وأما قولكم: «إنه لا يقدر على صفات الذات إلا مَن يقدر على الذات قياساً على الكلام» - فإنه باطل؛ لأن الكلام صفة للمتكلم وليس بموصوف كما زعمتم، وهو من جملة الأعراض القائمة بالأجسام، وكونُهُ أمراً أو نهياً أو خبراً لا


(١) في الأصل و (ب): كنحو.